عباس عراقجي، وزير خارجية النظام الإيراني
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
في خضم تصاعد الضغوط الدولية والخشية المتزايدة من إعادة فرض العقوبات الدولية عبر “آلية الزناد”، لجأ عباس عراقجي، وزير خارجية النظام الإيراني، إلى إطلاق حملة دبلوماسية مكثفة، معلنا استعداده لزيارة العواصم الأوروبية الثلاث: باريس وبرلين ولندن، بعد أن أجرى مشاورات مماثلة في موسكو وبكين.
هذه التحرکات الدبلوماسية جاءت متزامة مع إنتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات النووية والتي لفتت الانظار الى التباين والاختلاف بين الطرفين المتفاوضين، ولاسيما بعد إزدياد مخاوف النظام من عودة تفعيل آلية الزناد مجددا، مع الاخذ بنظر الاعتبار إن العلاقات الايرانية ـ الاوربية تمر بمرحلة سيئة ، وبهذا الصدد، وي رسالة باللغة الإنجليزية نشرها على حسابه في منصة إكس، أقر عراقجي بأن العلاقات بين النظام الإيراني والدول الأوروبية الثلاث تمر بـ”مرحلة سيئة”، قائلا:” شاء من شاء وأبى من أبى، علاقاتنا مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا في وضع غير مناسب حاليا.”، لکن ورغم هذا الاعتراف الواضح، فقد سعى عراقجي الى التخفيف من مسؤولية النظام الإيراني، قائلا إن إلقاء اللوم على الأطراف المتقابلة “محاولة عبثية”، مضيفا أن “ما يهم هو أن الوضع الراهن يضر بالجميع”، في محاولة مكشوفة للتنصل من الأسباب الجوهرية للتوتر.
النظام الايراني الذي کان يتبع اسلوبا متشددا مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، فإنه وفي محاولة لتغيير النبرة، كشف عراقجي أنه خلال اجتماعات سابقة مع وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث على هامش اجتماعات نيويورك في سبتمبر الماضي، دعا إلى اعتماد نهج “التعاون بدلا من المواجهة”، ليس فقط في الملف النووي، بل في “جميع القضايا ذات المصالح والمخاوف المشتركة”، على حد وصفه، وهو ما يدل على تزايد حالة الخوف والقلق داخل النظام من إحتمال عودة آلية الزناد وما يعنيه ذلك في إثقال کتف النظام المنهك أساسا بثقل إضافي کبير في وقت حرج جدا.
لکن الذي لفت النظر أکثر هو إن عراقجي عاد واعترف بأن هذه المبادرات قوبلت بالرفض من الطرف الأوروبي الذي “اختار المسار الصعب”، في إشارة ضمنية إلى تمسك الأوروبيين بمواقفهم تجاه انتهاكات إيران للاتفاق النووي والملفات الأخرى المرتبطة بالإرهاب الإقليمي. وبهذا الصدد، فإنه وعلى الرغم من الدعوات المتكررة لعراقجي إلى الحوار والتعاون، إلا أن تصريحاته تكشف عن تناقضات واضحة. فمن جهة يحمل الأوروبيين مسؤولية الفشل الدبلوماسي، ومن جهة أخرى يعترف ضمنا بأن النظام الإيراني يتحمل نصيبا من تدهور العلاقات.
من الواضح إن النظام الذي يعرف جيدا بأن المفاوضات الحالية التي يجريها مع الامريکيين، ليست هي الاصعب فقط بل وحتى الاخطر لأن مصير النظام مرتبط بها ولذلك فإنه يسعى بشتى الطرق من أجل تفادي عودة العقوبات في وقت يواجه فيه سياسة الضغط الاقصى الامريکية، وهو ما يجعل موقف ووضع النظام أکثر هشاشة من أي وقت مضى وحتى يجعله أقرب ما يکون للإنهيار والسقوط.