موقع المجلس:
شهدت مدن إيرانية متعددة، يوم الأحد 12 أكتوبر 2025، موجة جديدة من الاحتجاجات الاجتماعية شاركت فيها فئات مهنية وشعبية مختلفة، من الممرضين والممرضات في كرمانشاه، إلى المتقدمين لمشاريع الإسكان في يزد، والمتقاعدين في الأهواز وشوش وأصفهان، إضافة إلى العمال في منطقة عسلوية الصناعية. جاءت هذه التحركات المتزامنة تعبيرًا عن الغضب الشعبي المتصاعد من تفاقم الأوضاع المعيشية واستمرار الفساد الإداري والاقتصادي، وسط وعود رسمية متكررة لم تتحقق.
ممرضو كرمانشاه يحتجون على تأخر المستحقات
في كرمانشاه، نظم العاملون في مجال التمريض بجامعة العلوم الطبية تجمعًا أمام مبنى الجامعة احتجاجًا على تأخر صرف مستحقاتهم المالية، بما في ذلك أجور العمل الإضافي، منذ عشرة أشهر. وبعد سلسلة من الاجتماعات والوعود غير المنفذة من مسؤولي الجامعة، أكد المحتجون أنهم اضطروا إلى النزول إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم القانونية والدفاع عن كرامتهم المهنية.
المتقدمون للسكن الوطني في يزد: وعود بلا تنفيذ
في مدينة يزد، تجمع عدد من المواطنين المتقدمين لمشروع الإسكان الوطني أمام إدارة الطرق والتنمية الحضرية للمطالبة بتسليم منازلهم التي طال انتظارها. وأكد المحتجون أنهم فقدوا الثقة بوعود المسؤولين، بعدما تحوّل حلم امتلاك منزل إلى انتظارٍ مفتوح لا نهاية له.
احتجاجات المتقاعدين في الأهواز وشوش وأصفهان
تجددت احتجاجات المتقاعدين في عدة مدن إيرانية، إذ خرج العشرات في الأهواز رافعين شعارات ضد الظلم والتمييز، مطالبين بالإفراج عن الناشط العمالي محمد زمان كامروا. وفي مدينة شوش، ندّد المتقاعدون بارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات والفساد المنتشر، بينما رفع متقاعدو صناعة الصلب في أصفهان شعار “حقوقنا لا تُنتزع إلا في الشارع”، مؤكدين استمرارهم في التحركات حتى تحقيق مطالبهم.
عمال عسلوية: احتجاج في قلب صناعة الطاقة
في منطقة بارس الاقتصادية الخاصة بعسلوية، نظّم عمال المساحات الخضراء وقفة احتجاجية اعتراضًا على تأخر دفع أجورهم وسوء ظروف عملهم. وطالب العمال بصرف مكافآت العيد ومستحقات نهاية الخدمة، إضافة إلى تعديل أوضاعهم الوظيفية لتتناسب مع نظام المناوبة المتبع في قطاع النفط والغاز. وتسلط هذه التحركات الضوء على التفاوت الحاد في الحقوق داخل أحد أهم المراكز الاقتصادية الإيرانية.
صورة أوسع للأزمة
تعكس هذه الاحتجاجات المتكررة في أنحاء البلاد عمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها إيران، وتكشف عن اتساع الفجوة بين مختلف الفئات الشعبية والسلطات الحاكمة. فالمطالب واحدة تقريبًا: أجور متأخرة، فساد متجذر، ووعود لم تُنفذ.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه التحركات رغم التضييق الأمني يؤشر إلى تصاعد روح التضامن بين الفئات الاجتماعية المختلفة، وإلى تزايد القناعة بأن الحلول الترقيعية لم تعد قادرة على معالجة جذور الأزمة.