سجن شيبان الأهواز-
تقرير شامل عن انتهاكات حقوق الإنسان في أحد أسوأ سجون إيران
موقع المجلس:
تتكشف من داخل سجن شيبان في الأهواز، أحد أكثر السجون الإيرانية سوءًا، روايات صادمة عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. فالسجناء هناك لا يعيشون فقط في ظروف غير إنسانية، بل يتعرضون لابتزاز مالي وسخرة قسرية وأزمة صحية خانقة تهدد حياتهم يوميًا. هذا التقرير يلقي الضوء على أبعاد المأساة التي تحولت إلى نموذج صارخ لانهيار منظومة العدالة في إيران.
ابتزاز مالي منظم وسخرة قسرية
من أبرز الانتهاكات في سجن شيبان إجبار السجناء على تمويل عمليات “ترميم” السجن. تُجبر الإدارة كل سجين على دفع مبلغ يتراوح بين 500 ألف ومليون تومان تحت مسمى “المساهمة في الإصلاحات”، مع التهديد بحرمانهم من المكالمات أو الزيارات إن رفضوا الدفع.
ولا يتوقف الأمر عند الابتزاز المالي، إذ يُرغم السجناء على أداء أعمال بناء شاقة — كطلاء الجدران وتركيب الأرضيات ونقل المواد الثقيلة — في درجات حرارة مرتفعة، ودون أي أجر أو معدات سلامة. هذه الممارسات تمثل انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية التي تحظر العمل القسري داخل أماكن الاحتجاز.
انهيار صحي شامل وسوء تغذية خطير
الوضع الصحي في سجن شيبان يوصف بأنه “كارثي”. فالغذاء المقدم للسجناء متدنٍّ ورديء النوعية، وغالبًا ما يكون فاسدًا، مما تسبب في تفشي أمراض الجهاز الهضمي والجلدية. ولأن الطعام غير كافٍ، يُجبر السجناء على شراء احتياجاتهم من متجر السجن بأسعار مضاعفة، ما يفاقم سوء تغذيتهم بسبب عجزهم المالي.
أما بيئة السجن فمليئة بالمخاطر الصحية نتيجة الاكتظاظ الشديد وتعطل الصرف الصحي، حيث تنتشر الروائح الكريهة والمياه الملوثة في الممرات. ومع غياب الأطباء والأدوية، تتحول الأمراض البسيطة إلى مهددات للحياة.
تدهور أوضاع السجناء السياسيين المرضى
تنعكس هذه الكارثة على السجناء السياسيين بشكل خاص. فالسجين محمد علي أكبري منفرد (58 عامًا)، المحتجز في سجن فُشافويه، يعاني من الشلل في قدميه وأمراض متعددة تشمل القلب والدماغ والسكري وتضخم البروستاتا. وقد خضع مؤخرًا لعملية جراحية بعد إصابته بجلطة وعدوى حادة في ساقه، في ظل غياب أي رعاية طبية حقيقية.
التعذيب النفسي وسحق الكرامة الإنسانية
لا يقتصر القمع في سجن شيبان على الجسد فحسب، بل يمتد إلى النفس والعقل. فالتعذيب النفسي والإهانات اليومية والتهديد بالحبس الانفرادي أصبحت أدوات ممنهجة لكسر إرادة السجناء، خصوصًا السياسيين منهم. كما تُستخدم سياسة وضعهم مع سجناء خطرين كوسيلة للترهيب المستمر.
انتهاك صريح للمواثيق الدولية
تشكل هذه الممارسات خرقًا فاضحًا للاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها إيران، منها:
المادة 5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: حظر التعذيب والمعاملة القاسية أو المهينة.
المادة 10 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية: ضمان المعاملة الإنسانية واحترام كرامة السجناء.
المادة 8 من العهد ذاته: منع العمل القسري.
قواعد مانديلا: التي تحدد المعايير الدنيا لمعاملة السجناء.
دعوة عاجلة للتحرك الدولي
سجن شيبان ليس حالة استثنائية، بل جزء من أزمة أوسع تمسّ منظومة السجون الإيرانية. هذه الانتهاكات المنظمة تتطلب تحركًا عاجلًا من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، للضغط على السلطات الإيرانية لوقف هذه الممارسات، وضمان محاسبة المسؤولين عنها، وتوفير الحماية والرعاية للمعتقلين.








