الملا علی خامنئی و مسعود بزشکیان-
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
منذ البداية، لم يفکر نظام الملالي بشئ ويجعله الامر الاهم لديه مثلما فکر بضمان بقائه ومنحه الاولوية القصوى، وحتى إننا لو ألقينا نظرة على أکثر من 4 عقود من حکمه، لوجدنا إن کل ما فعله ويفعله يهدف في الاساس الى ترسيخ بقائه ودرأ کل التهديدات المحدقة به.
في کل الظروف والاوضاع وعلى إختلاف أنواعها، کان هذا النظام يضع دائما مصلحته فوق کل إعتبار آخر ولأنه قد ربط مصيره بنهجه القائم على قمع الشعب والتدخلات في المنطقة وسعيه من أجل حيازة السلاح النووي، فإنه لن يتخلى عن نهجه إطلاقا، وکأفضل نموذج حي هو إنه وبعد أن تم تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات الدولية عليه، وفي ظل سوء الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في إيران ومعاناة الشعب الى أبعد حد ممکن، فإن النظام الاستبدادي وعوضا أن يسعى الى العمل من أجل التخفيف عن الاوضاع الصعبة لشعبه فإنه وفي هذا الوقت بالذات قام بقطع المعونة الشهرية عن 10 ملايين مواطن، لکن المثير للسخرية إنه تزامنا مع هذا أعلن علي لاريجاني، عن إستعداد نظامه لمنح 70 مليون دولار کمساعدة للبنان، وطبعا هذه المساعدة ليست لوجه الله وإنما من أجل أن يفسح المجال لضمان بقاء دوره في لبنان!
الاوضاع المختلفة في إيران ولاسيما في الوقت الحاضر، صارت واضحة للعالم کله من حيث سوئها البالغ ووصولها الى حد الذورة، لکن النظام وعوضا من أن يعمل من أجل التخفيف عن الشعب فإنه يقوم بمضاعفة الضغط عليه، وبهذا الصدد، فإن شبکة فوکس نيوز الاخبارية وفي تقرير لها، قد سلطت الضوء على الارتفاع المروع في معدل الإعدامات في إيران، والذي تجاوز الألف حالة هذا العام وفقا للأمم المتحدة. ويكشف التقرير عن إضراب واسع عن الطعام أطلقه 1500 سجين محكوم عليهم بالإعدام في سجن قزل حصار، في محاولة يائسة للفت انتباه العالم إلى محنتهم والمطالبة بوقف آلة القتل التي يديرها النظام.
کما إن صحيفة نيويورک تايمز الأمريكية أفادت من جانبها في تقرير لها تم نشره يوم الجمعة، 17 أكتوبر 2025، بأن القيود الصارمة التي يفرضها النظام الإيراني على الإنترنت قد تحولت إلى أداة قمع رقمي تهدف إلى عزل الشعب الإيراني وقطع اتصالاته الداخلية والخارجية. وأكدت الصحيفة أن هذه الاضطرابات، التي أيدها خبراء في الحقوق الرقمية، تعرقل بشكل خطير حياة المواطنين اليومية ووصولهم إلى المعلومات الحرة.
والملفت للنظر هنا، إن النظام القمعي في إيران وبقدر ما يفکر في المحافظة على نفسه وإصراره على عدم التخلي عن نهجه الذي هو سبب کل هذا البلاء، فإن الشعب ومقاومه الوطنية مصممان أکثر من أي وقت مضى على بذل کل ما في وسعه وطاقته من أجل إسقاطه لأنه نظام لا يمکن أبدا أن يعبر عن إرادته وعن تطلعاته.








