الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارأنظمة الهيمنة وتدمير كرامة الإنسان: أزمة الجامعات الإيرانية نموذجًا لتآكل المجتمع

أنظمة الهيمنة وتدمير كرامة الإنسان: أزمة الجامعات الإيرانية نموذجًا لتآكل المجتمع

احتجاجات طلاب الجامعات في ایران-

موقع المجلس:

تتسم الأنظمة التي ترتكز على الهيمنة بعدة خصائص أساسية؛ منها الشمولية، والمركزية المطلقة، والتعصب الأعمى الذي يحجب الرؤية الشاملة للحقائق، وتبرير أي اعتداء أو جريمة باللجوء إلى القدسية وعدم القابلية للنقد. كل هذه السمات تشكل قوام بنية الأنظمة المتسلطة. ومع ذلك، هناك سمة واحدة في هذه الأنظمة هي نتاج مشترك للخصائص المذكورة: تدمير كرامة الإنسان وتوجيهها نحو الهاوية.

إن النهج البارز والأساسي للأنظمة المتسلطة – مثل الحكم المطلق لولاية الفقيه – هو تدمير الهوية الإنسانية والشخصية الاجتماعية، وتهميش دوافع الإنسان وأنشطته. ما الهدف من ذلك؟ هو بسط الهيمنة المطلقة الأيديولوجية والسياسية والاقتصادية والثقافية للنظام المسيطر، وفرض طاعته على جميع الطبقات الاجتماعية.

تصاعد الاحتجاجات على طرد الأساتذة الجامعات من قبل نظام الملالي
تصاعد الاحتجاجات على طرد الأساتذة ودفاع رئيسي ووزير الداخلية وحيدي وقيادات أخرى للنظام عن التصرفات

وبما أن هذا النهج يتعارض ويتناقض مع جوهر الإنسان الذي يسعى إلى الحرية والاختيار، فإنه يؤدي إلى أزمات متلاحقة، وتدهور في الثقافة والأخلاق، وتراجع مستمر في مكانة وكرامة الإنسان الاجتماعي.

لقد ظل الحكم المطلق لنظام ولاية الفقيه، من الخميني إلى خامنئي، يمارس هذه الهيمنة والإدارة لمدة 46 عامًا. إذا وضعنا أيدينا على أي أزمة سياسية، اقتصادية، ثقافية، أخلاقية، أو دولية، نجد جذورها في نهج الهيمنة المطلقة على كل شيء وكل شخص. هذه الجذور تمتد من بيوت الناس إلى الساحة السياسية، ومن سوق الاقتصاد إلى مجال الثقافة والتعليم العالي.

قد يرى البعض أن الجامعة هي مركز العلم والمعرفة وأن الأضرار التي تخلفها الأزمة الاقتصادية على حياة الناس لا تؤثر بالضرورة على الجامعة بنفس القدر. لكن بما أن فكر الهيمنة وسياستها التنفيذية هي كلية وشاملة، فإن آثارها المدمرة اجتماعيًا وإنسانيًا لا تستثني أحدًا.

وهناك شهادة لا يمكن إنكارها [أي كارثة علمية وإنسانية، ناتجة عن الهيمنة المطلقة] نشرتها صحيفة “اعتماد” الحكومية في 15 أكتوبر 2025. لننظر إلى ملاحظات أحد أساتذة الجامعات ذوي الخبرة الطويلة التي وردت في هذه الصحيفة:

“لقد وصل الوضع المعيشي لأساتذة الجامعات إلى مستوى الأزمة. فقد العديد من الأساتذة والمحاضرين شغفهم ودوافعهم للتدريس. وتوقفت الأبحاث والفرص الدراسية منذ سنوات. وقد حوّل الزملاء الجامعة إلى وظيفتهم الثانية والثالثة. بل إن البعض يعيشون في توتر دائم خشية مواجهة الطلاب في هذه المواقف الجديدة!”

موج هجرة أساتذة الجامعات: تحدٍّ خطير لمستقبل إيران الأكاديمي
تشهد إيران في السنوات الأخيرة موجة متزايدة من هجرة أساتذة الجامعات والطلاب والنخب الأكاديمية، وهي ظاهرة أثارت قلق الأوساط العلمية والرأي العام. ورغم كثرة النقاشات حول هذه القضية، إلا أن الحكومة والمؤسسات التعليمية لم تتخذ أي إجراءات جادة لمعالجتها، ما أدى إلى تفاقم الأزمة.

وعندما لا تُؤدّى المكانة العلمية، وكرامة الأستاذ، والسعي المستمر لبناء وتعزيز البنى التحتية العلمية والاقتصادية للبلاد، ونشر الثقافة من قبل المعلم وأستاذ الجامعة في مجتمع ما، فماذا يتبقى من صحة وأمل وحيوية ذلك المجتمع؟ تشير شهادة وسائل الإعلام الحكومية إلى هذا المصير المرير والمؤلم الذي أدى في الجامعات إلى هذه الوضعية المأساوية للأساتذة ولهذه النتائج المدمرة عليهم:

“أزمة معيشة الأساتذة هي علامة على تحول عميق في البنية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. فقدان الحافز في التعليم، هجرة النخب، انهيار الثقة العامة في مؤسسة الجامعة، وضعف رأس المال الاجتماعي، هي بعض من تداعيات هذا الوضع.”

إن الهيكل الطبقي المستوحى من مبدأ ولاية الفقيه يعمل باستمرار على قلب القيم والمكانات، وتفكيك النماذج والرموز العلمية والثقافية. هذا القلب والتفكيك يستهدف الجامعة وأساتذتها، مما يؤدي إلى هذا الدمار:

“في الماضي، كان العلم والشهادة الجامعية طريقًا للارتقاء الاقتصادي؛ أما اليوم، فقد أصبحت الثروة، بالنسبة للبعض، طريقًا لشراء الشهادات الجامعية. هذا الانقلاب قد خفض المكانة الاجتماعية للأساتذة مقارنة بأصحاب الثروة.” (صحيفة اعتماد)

إن سياسة الهيكل الطبقي والمهيمن هي فصل مكونات وشرائح المجتمع عن بعضها البعض، لتسهيل الهيمنة والسيطرة عليهم. تكمن مهام المكونات والطبقات الاجتماعية للتحرر من هذا الفصل والإذلال في التضامن والتعاون ضد التناقض الرئيسي والعدو المشترك.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.