موقع المجلس:
شهدت إيران، يوم الأحد 19 أكتوبر 2025، موجة جديدة من الاحتجاجات الواسعة التي عمّت عدداً من المدن الكبرى، من طهران إلى الأهواز وشوش وكرمانشاه وأصفهان وإيلام.
تنوّعت شرائح المشاركين بين متقاعدي قطاع النفط والضمان الاجتماعي، والخبازين، وسكان الأحياء الفقيرة، وأهالي السجناء المحكومين بالإعدام، في مشهدٍ يعكس اتساع نطاق الغضب الشعبي من الأوضاع الاقتصادية المنهارة والفساد الحكومي والقمع الأمني.
شوش- الاحد 19 أكتوبر/ تشرين الأول
نظم متقاعدو الضمان الاجتماعي مسيرة احتجاجية للتعبير عن غضبهم من التمييز والقمع وغياب الحقوق وغلاء الأسعار وتفاقم بؤس الحياة.
يصرخ المتقاعدون: كفى الوعد، مائدتنا فارغة#احتجاجات_إيران#iran pic.twitter.com/dx9GHSjjgk— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) October 19, 2025
وتُظهر هذه التحركات المتواصلة أن الاحتجاجات في إيران لم تعد محصورة بفئة معينة، بل تحوّلت إلى ظاهرة وطنية شاملة تعبّر عن أزمة شرعية عميقة يعيشها النظام الحاكم.
#الأهواز– الأحد 19 أكتوبر/ تشرين الأول
تجمع احتجاجي للمتقاعدين لسوء احوالهم المعيشية
يهتف متقاعدو الأحواز: "لا البرلمان ولا الحكومة يهتمون بالشعب".
عندما تُحسب النفقات بالدولار والدخل بالريال، تُجرّ حياة المتقاعدين إلى بؤس وضغط اقتصادي شديد.#احتجاجات_إيران #iran pic.twitter.com/0uQNE18tdO— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) October 19, 2025
قمع عنيف أمام البرلمان واحتجاجات المتقاعدين في مدن عدة
في العاصمة طهران، كان المشهد الأكثر قسوة أمام مبنى البرلمان، حيث تجمّع أهالي السجناء المحكومين بالإعدام مردّدين هتافات “لا للإعدام”، مطالبين بوقف تنفيذ الأحكام.
#طهران – الأحد 19 أكتوبر/تشرين الأول
تجمع احتجاجي لمتقاعدي قطاع النفط تحت جسر الحافظ أمام المبنى الجديد لوزارة النفط للتعبير عن احتجاجهم لسوء احوالهم المعيشية
سنوات من العمل الشاق والخدمة في ظروف صعبة تُكافأ الآن برواتب غير مدفوعة وظروف معيشية صعبة.#احتجاجات_إيران#iran pic.twitter.com/iw6KOwIa5u— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) October 19, 2025
لكن قوات الأمن قابلت احتجاجهم السلمي بالهراوات والعنف المفرط لتفريقهم.
#طهران – الأحد 19 تشرين الاول
خبازو طهران ضد الفساد والظلم: ماذا يأكل الناس ونحن جائعون؟تجمع خبازو طهران أمام نقابة الخبازين ونظموا مسيرة احتجاجية باتجاه مكتب المحافظ اليوم.
لم يُدفع دعم الخبز منذ أشهر، وارتفع سعر الدقيق المجاني بشكل جنوني، وأصبحت إيجارات ورواتب العمال فلكية؛… pic.twitter.com/wpbVcKg2PW— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) October 19, 2025
وفي السياق نفسه، نظّم متقاعدو صناعة النفط وقفة أمام مبنى وزارة النفط في طهران، طالبوا خلالها بمحاسبة الفاسدين واستقالة المسؤولين غير الكفوئين.
#اصفهان – الأحد 19 تشرين الاول
نظّم متقاعدو قطاع الصلب مظاهرةً احتجاجيةً ومسيرةً في أصفهان اليوم، 19 أكتوبر/تشرين الأول، للتعبير عن غضبهم إزاء تردي الأوضاع المعيشية.
والمحتجون يهتفون: بلدٌ ذو دخلٍ مرتفع، لكن حياتنا في حالةٍ من الدمار
بلدٌ كان في السابق بلدًا ذا دخلٍ مرتفع، يعاني… pic.twitter.com/NDLAs2yd5q— منظمة مجاهدي خلق الإيرانية (@Mojahedinar) October 19, 2025
وامتدت احتجاجات المتقاعدين إلى الأهواز وشوش وكرمانشاه، حيث خرج متقاعدو الضمان الاجتماعي للتنديد بالغلاء والفقر، مردّدين شعارات مثل:
“لا برلمان ولا حكومة، لا أحد يفكر في الشعب!”
وفي أصفهان، عبّر متقاعدو قطاع الصلب عن غضبهم من تدهور أوضاعهم المعيشية بمسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة.
الخبازون وسكان الأحياء الفقيرة يدخلون على خط الغضب
لم تتوقف موجة الغضب عند المتقاعدين. ففي طهران، نظّم أصحاب المخابز مسيرة نحو مبنى المحافظة احتجاجًا على الفساد في شركة “نانينو” الحكومية وعدم صرف مستحقاتهم منذ أشهر، قائلين:
“عملنا لسنوات من أجل الناس، والآن نحن أنفسنا جائعون!”
وفي مدينة إيلام، خرج سكان حي قائم في احتجاج أمام مبنى البلدية، متهمين السلطات بـ”الوعود الكاذبة” وبتجاهل مطالبهم الأساسية في الخدمات والسكن، مؤكدين أن صبرهم قد نفد.
أزمة السكن تفجّر احتجاجات الأمس
تأتي هذه الموجة الجديدة امتدادًا لاحتجاجات السبت 18 أكتوبر، حين تجمّع المئات من المتقدمين لمشروع الإسكان الوطني في مدينة رشت أمام مبنى المحافظة، احتجاجًا على تأخير تسليم الوحدات السكنية وارتفاع التكاليف المفروضة عليهم.
وأكد المحتجون أن الوعود الحكومية الكاذبة أدخلتهم في أزمة مالية خانقة وأحبطت آمالهم في امتلاك مسكن.
مشهد شامل لأزمة وطنية متصاعدة
تشكّل هذه الاحتجاجات المتزامنة في مختلف المدن صورة واضحة لنظام فقد السيطرة على الأزمات المتلاحقة.
ففي الوقت الذي تُقمع فيه أسر السجناء بالهراوات أمام البرلمان، يخرج المتقاعدون في خمس مدن مطالبين بلقمة العيش، وينضم الخبازون وسكان الأحياء الفقيرة إلى الحراك الشعبي، ما يؤكد أن الشارع الإيراني أصبح الساحة الوحيدة للتعبير عن الغضب والمطالبة بالحقوق الأساسية.
إن اتساع رقعة الاحتجاجات وتنوّع المشاركين فيها يشير إلى أن إيران تقف على أعتاب مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة بين شعب لم يعد لديه ما يخسره، ونظامٍ لم يعد يملك سوى القمع والوعود الفارغة.








