مظاهرات لانصار مجاهدي خلق في اوروبا
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
عانت المنطقة کثيرا من الحروب التي أثيرت فيها بصورة عامة ولاسيما من الحرب في غزة بصورة خاصة، لأنها کانت تمهد لتوسع وإنتشار أکبر في المنطقة بحيث تدخلها في دوامة مجهولة العواقب ولا يعلم نهايتها سوى الله تعالى ولذلك لم يکن أمرا مفاجئا الترحيب ليس الدولي فقط بخطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وإنما من جانب دول المنطقة أيضا.
العالم اليوم کما يبدو واضحا وبشکل خاص دول المنطقة، قد سئموا من الحروب والنزاعات الدموية ولا يرغبون بها کسبيل من أجل حسم المشاکل والاختلافات، ولذلك فقد ظهر واضحا بأن دول وشعوب العالم تٶمن بالسلام کضمانة للحياة الانسانية وللتعايش بين الشعوب وتعاونها فيما بينها من أجل مستقبل مشرق للجميع، لکن ومع اكتساب مبادرة تدعمها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة زخما في أوائل أكتوبر 2025، ارتفعت الآمال في إنهاء الصراع المدمر. ولأول مرة منذ أشهر، أشار الزخم الدبلوماسي والتفاؤل الشعبي إلى مسار لوقف إراقة الدماء وبدء إعادة الإعمار. ومع ذلك، فإن النظام الايراني وهو يرى بأم عينيه الترحيب غير المسبوق على کافة الاصعدة بخطة ترامب، فإنه يقف على العکس من ذلك تماما!
بهذا السياق، فقد أطلقت المنابر الرسمية للنظام الايراني وأئمة صلاة الجمعة ووسائل الإعلام الحكومية حملة إدانة شرسة ضد هذه الخطة، ووصفوا مقترح السلام الذي قدمه الرئيس الأمريكي بأنه “خطة شيطانية”، محذرين الفلسطينيين من الثقة به، وهاجموا فكرة الحوار والتسوية ذاتها.
لکن الحقيقة التي باتت تظهر بکل وضوح إن تخوف النظام الايراني العميق من خطة ترامب يعود أساسا الى أن السلام والاستقرار الإقليمي من شأنهما تفكيك الأسس السياسية والأيديولوجية التي حكم هذا النظام على أساسها لأكثر من أربعة عقود.
ولاريب من إن هذه المعارضة الايرانية المستميتة لخطة ترامب، تأتي من إن إنتهاء الحرب في غزة وضمان الامن والاستقرار فيها سيقود بالضرورة القهرية الى معالجة القضية الفلسطينية من الاساس وذلك بالتمهيد لحل الدولتين الذي هو مطلب دعت وتدعو دول المنطقة إليه وتراه سبيلا للسلام والامن ونهاية للحروب العبثية في وقت إنه ومنذ تأسيس النظام الايراني قبل 46 عاما کان ولازال يرفض حل الدولتين ويصر على بقاء الاوضاع کما هي عليها بل والانکى من ذلك، إن وزير الخارجية السابق أمير عبداللهيان الذي صرح علنا بأن النظام الايراني وإسرائيل يتفقان على رفض حل الدولتين! لکن وفي تناقض حاد، رحبت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بالمبادرة كخطوة حيوية نحو إنهاء حرب غزة. وفي بيانها الرسمي، أعلنت:” أرحب باحتمال وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وآمل في تحقيق سلام عادل ودائم. خامنئي، طالما بقي في السلطة، لن يكف عن عرقلة السلام أو إشعال الحرب أو الفوضى”، ذلك إنه ومن دون تغيير جذري في إيران يقود الى تأسيس جمهورية ديمقراطية مٶمنة بالتعايش السلمي وبحقوق الانسان فإن السلام والامن سيبقى مهددا في المنطقة.








