الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
تخيم أجواء الخوف والقلق على نظام الملالي ولاسيما بعد أن تزامن تضعضع أوضاعه الخارجية مع أوضاعه الداخلية وصار يعاني من ضعف واضح لم يعد بإستطاعته إخفائه، مع ملاحظة إن النظام يحاول وبکل الطرق من أجل تغيير المعادلة لصالحه بکل ما في وسعه لکن لايبدو أن يتمکن من ذلك إذ أن الظروف والاوضاع قد تغيرت بصورة غير عادية.
النظام الاستبدادي يحاول عن طريق تقديم التنازلات والتوسل لأوساط دولية من أجل التشفع له لمنحه أسباب البقاء، فإنه وعن طريق مضاعفة الممارسات القمعية وزيادة الاعدامات بوتائر غير مسبوقة، يحاول مواجهة المد الشعبي الرافض والمواجه له وضمان عدم سقوطه.
الاوضاع في إيران خلال هذه الفترة تبدو أوضاعا غير مسبوقة ولاسيما من حيث تسارع الاحداث والتطورات فيها، وتزداد عدد المقالات والبحوث والدراسات التي تٶکد على إن الاوضاع في إيران تسير وبصورة ملفتة للنظر في غير صالح النظام وإن الاخير قد وصل الى مرحلة لم يعد يتمکن فيها من أن يواجه زخم وقوة الاحداث الخارجية والدولية على حد سواء، ولأنه يعلم جيدا بأن الخطر والتهديد الاکبر هو الخطر والتهديد القائم ضده في الداخل من جانب الشعب والمقاومة الايرانية ولذلك فإنه يضاعف کعادته من ممارساته القمعية ومن تنفيذ أحکام الاعدامات بوتائر غير مسبوقة.
النظام الاستبدادي وهو يرى بأم عينيه إصرار الشعب على مواصلة المواجهة ضده وإسقاطه مهما بلغت التضحيات، فإن وفي مقابل ذلك يضاعف من ممارساته القمعية والذي يجب ملاحظته هنا وحتى أخذه بنظر الاعتبار، إن الشعب وهو يضغط في صراعه الدامي على النظام فإن الاخير وفي مواجهة ذلك يکشف عن وجهه البربري والمغالي في وحشيته، وبهذا الصدد فإنه وفي رقم قياسي غير مسبوق وبأمر من خامنئي المرعوب، أعدمت سلطة قضاء الملالي في سبتمبر 2025 ما لا يقل عن 200 سجين، بينهم 6 نساء، شنقا. هذا هو أعلى رقم للإعدامات في شهر واحد خلال الـ 36 عاما الماضية. ويقدر عدد الإعدامات في هذا الشهر بـ 2،5 ضعف عددها في سبتمبر 2024 (الذي بلغ 84 إعداما)، و7 أضعاف عددها في سبتمبر 2023 (الذي بلغ 29 إعداما).
وبهذا، يصل عدد الإعدامات في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 إلى ما لا يقل عن 1200 شخص. ويأتي ذلك مقارنة بـ 1001 سجين أعدموا في العام الميلادي الماضي بأكمله. ويصل عدد الإعدامات خلال فترة “بزشكيان” إلى 1892 شخصا.
ولو تمعننا في هذ الارقام فإنها تثبت بأن العزم والارادة الشعبية تتصاعد وتصر على إسقاط النظام ولأنها المرحلة الاخيرة من المواجهة الشعبية لنظام ولاية الفقيه، فإنه من الواضح بأن النظام وکأي نظام دکتاتوري موشك على السقوط يصعد من ممارساته القمعية من أجل الحيلولة دون إسقاطه ولکن عبثا ودون دجوى.








