موقع المجلس:
رداً على التعذيب والتنكيل بالسجناء السياسيين خلال نقلهم القسري من سجن إيفين، والظروف اللاإنسانية التي يواجهونها في سجني فشافويه وقرجك ورامين. شنّ “شباب الانتفاضة” حملة واسعة شملت 15 عملية جريئة في مختلف أنحاء إيران،
حیث تم تنفيذ هذه العمليات في مدن كبرى مثل كرج، مشهد، أصفهان، أورمية، قزوين، وشيراز، وذلك في ظل حالة استنفار أمني قصوى لقوات الحرس والمخابرات والباسيج، التي كثفت من الاعتقالات ونقاط التفتيش في محاولة يائسة لمنع هذه التحركات.
تزامنت هذه الحملة مع تزايد القلق الدولي إزاء وضع السجناء في إيران. وفي هذا السياق، أعربت السيدة ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في إيران، عن قلقها البالغ إزاء المعاملة اللاإنسانية للسجناء، ودعت النظام مراراً إلى وقف هذه الممارسات والسماح بإجراء تحقيقات مستقلة، مما يسلط الضوء على خطورة الوضع الذي رد عليه شباب الانتفاضة بعملياتهم.
استهداف مباشر لمراكز القمع العسكري والأمني
ركزت عمليات شباب الانتفاضة على استهداف البنية التحتية المباشرة للقمع. ففي سبيدان بمحافظة فارس، تم استهداف كتيبة تابعة لحرس النظام الإيراني بعملية تفجيرية. كما تم إضرام النار في قواعد الباسيج، التي تمثل الأداة الرئيسية للنظام في قمع الاحتجاجات على مستوى الشارع ومراقبة المواطنين، في كل من أصفهان ودزفول وخاش. وفي جابهار، تم استهداف قاعدة بسيج متخصصة في قمع الحركات الطلابية، مما يمثل ضربة لجهود النظام في السيطرة على الجامعات والمدارس. وفي فارسان بشيراز، هوجمت قاعدة أخرى للباسيج بقنابل المولوتوف.
إحراق رموز السلطة ومؤسسات النهب الأيديولوجي
امتدت نيران شباب الانتفاضة لتلتهم رموز السلطة ومؤسساتها التي تعمل تحت غطاء أيديولوجي وديني. ففي تاكستان، تم إحراق مكتب ممثل خامنئي، والذي يعتبر أحد المراكز الرئيسية لنشر أيديولوجية النظام وفرض سلطته السياسية. وفي كرج وقزوين، أُحرقت لافتات ضخمة تحمل صور خامنئي على جسور رئيسية، في تحدٍ واضح لهيبة الوليالفقیة. كما استُهدفت “لجنة إمداد الخميني الملعون” في کتوند بالخوزستان بثلاثة تفجيرات؛ وهي مؤسسة تستغل اسم خميني كواجهة لأنشطتها في النهب والسيطرة.
بالإضافة إلى ذلك، تم إضرام النار في لافتات تحمل صور خميني وخامنئي وجلاد شعب السوري قاسم سليماني في أورمية وجرجان وآزاد شهر. وفي مشهد ونيشابور، أُحرقت اللوحات الإرشادية لمقار التجسس التابعة للباسيج، وهي المراكز التي تستخدم لمراقبة المواطنين وتلفيق الملفات ضدهم.
رسالة المقاومة
إن هذه السلسلة من العمليات النوعية التي نفذها شباب الانتفاضة هي رسالة واضحة للنظام مفادها أن كل عمل قمعي، سواء كان داخل السجون أو خارجها، سيواجه برد حازم ومنظم في عمق مدن البلاد. هذه التحركات تثبت أن سياسة الترهيب قد فشلت، وأن شعلة المقاومة، التي تتغذى من إرادة الشعب الإيراني من أجل الحرية، لن تنطفئ بل تزداد اشتعالاً.