صور لشهداء إعدامات صيف عام 1988 في ایران،
موقع المجلس:
في محاولة السلطة لتزييف وسرد تاريخ عقد الثمانينيات و في الاعتراف بالأزمة وتبرير القمع الواسع الذي شهدته تلك الفترة.
حیث یآتي خطاب جواد موغويي، صانع الأفلام الوثائقية المرتبط بالمؤسسات الأمنية للنظام الإيراني، في مقابلاته مع وسائل الإعلام الحكومية هذا الخطاب، الذي تم تقديمه في برامج تلفزيونية وإعلامية مؤخراً، يركز بشكل خاص على منظمة مجاهدي خلق الایرانیة، ويسعى، من خلال الإشارة إلى أحداث عام 1981 ومجزرة صیف عام 1988، إلى إضفاء الشرعية على إجراءات النظام، وفي الوقت نفسه، التحذير من التهديدات الحالية والتمهيد لمزيد من القمع.
ويبدأ موغويي مقابلته بوصف عقد الثمانينيات بأنه “أسوأ عام في تاريخ الثورة“، مقدماً منظمة مجاهدي خلق كتهديد وجودي للنظام، حيث يقول: “مئة ألف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق المسلحين ينزلون إلى الشارع… هذا يعني أنك تخرج ولا تعرف ما إذا كنت ستعود حياً”. وفي إشارة إلى مقتل رئيس سجن إيفين، كچوئي، على يد البطل المجاهد كاظم افجه اي، يؤكد أن الجلادين لم يكونوا آمنين حتى داخل السجون.
المجرم جواد موغويي
وأما فيما يتعلق بموضوع إعدامات صيف عام 1988، فيتم طرحه بحساسية وغموض كبيرين. فهو يصف عملية الإعدام بقوله: “قالوا تعالوا اجلسوا، ثلاثة ممثلين… قالوا هل أنت عضو في المنظمة؟ هل تؤمن بالمنظمة؟ إذا خرجت هل ستبقى على نفس الموقف؟ نعم، تحية لرجوي”. إنه يقصد بذلك أن سؤالاً وجواباً من بضع كلمات كان يحدد مصير إنسان. وفي الوقت نفسه، يبرر هذا الجلاد مجزرة السجناء السياسيين في صيف 1988 كرد فعل دفاعي على عملية ” ضیاء خالد”. إن هذا الغموض في تبرير عملية المحاكمة وتنفيذ الأحكام يكشف عن محاولة نظام المجازر للتهرب من المساءلة عن جريمته ضد الإنسانية وإبادة الجماعية لمجاهدي خلق.
وفي تحليله للوضع الحالي للنظام، يقدم موغويي مفهوم “الصمود الاجتماعي” كعامل حاسم في الحرب الحالية، قائلاً: “هذه الحرب لا تحددها صواريخنا ولا مقاتلات إسرائيل، بل الصمود الاجتماعي هو الذي يحددها”. هذه التصريحات تشير ضمناً إلى نبذ النظام وهشاشته الاجتماعية والكراهية المتزايدة له، وتكشف عن قلق من عجز النظام عن إدارة السخط العام.
والأمر المثير للاهتمام هو اعتراف هذا الجلاد بإعادة بناء منظمة مجاهدي خلق لنفسها في الرأي العام في عقدي التسعينيات والألفية، حيث يقر بأنهم “أعادوا بناء أنفسهم بالكامل في الرأي العام”. هذا الاعتراف هو دليل على فشل استراتيجية النظام في مواجهة منظمة مجاهدي خلق. كما يشير إلى تأثير عائلات المعدومين في الاحتجاجات الأخيرة، قائلاً: “من أُعدم في عام 1981… له عائلة، وهؤلاء لديهم دافع أكبر لإسقاط النظام الذي قتل ابنهم”. معنى تصريحاته هو أن قمع عقد الثمانينيات، بدلاً من أن يقضي على مجاهدي خلق، أدى إلى نهضتهم وظهور أجيال جديدة.
إن خطاب موغويي، بينما يحاول إضفاء الشرعية على إجراءات النظام، يواجه تناقضات وغموضاً. فهو من ناحية يحاول تقديم منظمة مجاهدي خلق كتهديد شامل ومنظم، ولكنه من ناحية أخرى، يؤكد عجز النظام عن تقديم إحصاءات دقيقة أو شفافية حول إعدامات 1988، قائلاً: “ما أدراني أنا؟ هل كنت في كل المحاكم؟”.
وفي النهاية، يلخص هذا الجلاد المستقبل المظلم لديكتاتورية خامنئي المتهالكة في جملة واحدة: “أمامنا سنوات صعبة جداً جداً. جداً”. هذا الاعتراف، الذي يأتي من قلب المؤسسة الأمنية، ليس مجرد تحليل، بل هو شهادة على أن النظام يدرك جيداً أن الخطر الحقيقي لا يزال قائماً، وأن إرث المقاومة والتضحية لا يزال المحرك الأقوى للتغيير في إيران.