صورة لقمع الشعب في ایران-آرشیف
موقع المجلس:
كشف وزير داخلية النظام الإيراني، الحرسی مؤمني، و في اعترافات صریحة و مثیرة، کشف عن الخوف العميق الذي يستبد بالسلطة من انتفاضة شعبية، مؤكداً أن حسابات “العدو” كانت مبنية على إثارة “الاضطرابات الداخلية”، وأن الإجراءات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها في جميع أنحاء البلاد كانت تهدف في المقام الأول إلى مواجهة هذا الخطر الداخلي. هذه التصريحات لا تكشف فقط عن حالة الهلع في قمة هرم السلطة، بل تثبت أن حرب النظام الحقيقية هي ضد شعبه، وأن الخوف من انتفاضة داخلية يفوق بكثير الخوف من أي عدو خارجي.
اعترافات الخوف
في حديثه، قال الوزير مؤمني: “بدون شك، كان العدو يعتمد في حساباته على القضايا الداخلية، وأن الشعب قد يكون ساخطاً ويستغل الهجمات لإثارة الفوضى والاضطرابات”. وأضاف، في اعتراف يكشف عن أولوية القمع الداخلي: “على الفور، انتشرت قوات الأمن والشرطة في جميع أنحاء البلاد، مع نقاط تفتيش وحضور متنوع. وكنت أنا شخصياً أذهب ليلاً لتفقد الأوضاع”. إن جولات الوزير الليلية ليست دليلاً على اليقظة في مواجهة عدو خارجي، بل هي مؤشر على الرعب من غضب الشارع.
ولم يكتفِ الوزير بذلك، بل كشف عن خطط مسبقة لقمع أي تحرك محتمل ينطلق من السجون، قائلاً: “كان متوقعاً أن يتم استغلال الوضع، وكان من أوائل قراراتنا ما يتعلق بسجن إيفين… فمن الأماكن التي يمكن أن تشعل الاضطرابات الداخلية هي مهاجمة السجون وإطلاق سراح السجناء. لكنكم رأيتم أنه تم نقلهم على الفور لأنه كان مخططاً لذلك مسبقاً”.
لماذا يخشى النظام شعبه أكثر من الحرب؟
توضح تصريحات وزير الداخلية حقيقة استراتيجية: إن التهديد الوجودي الأكبر الذي يواجهه النظام لا يأتي من الصواريخ أو الطائرات، بل من الشارع الإيراني. ولهذا السبب، يرى النظام أن استهداف مراكز الشرطة، التي هي على تماس مباشر مع الناس، كان من أولويات “العدو”، لأن الهدف هو “إثارة الوضع الداخلي”.
إن هذا الخوف هو المحرك الحقيقي لسياسات النظام القمعية. ففي الوقت الذي يدعي فيه مواجهة عدو خارجي، فإنه يوجه كل طاقته لترهيب شعبه. إن حملة الاعتقالات الواسعة، ونشر نقاط التفتيش، والأهم من ذلك، التصعيد المروع في وتيرة الإعدامات، كلها أدوات تهدف إلى تحقيق هدف واحد: منع انفجار الغضب الشعبي وتحوله إلى انتفاضة منظمة تسقط النظام. إن النظام يستخدم الحرب كغطاء وذريعة لتشديد قبضته الأمنية، لأنه يعلم أن الشعب الذي سُحق تحت وطأة الفقر والقمع والحروب العبثية، لم يعد يثق به، ويرى فيه العدو الحقيقي.
إن اعترافات وزير الداخلية تقدم دليلاً قاطعاً على أن النظام في حالة حرب، لكنها حرب ضد مواطنيه. فبينما كان الشعب يبحث عن ملجأ من القصف، كان النظام يخطط لكيفية قمعهم ومنعهم من الاحتجاج. وهذا يؤكد أن بقاء النظام لا يعتمد على قوته العسكرية في مواجهة الخارج، بل على قدرته على قمع شعبه في الداخل.