موقع المجلس:
وجد النظام الایراني نفسه اليوم، و في أعقاب حرب الأيام الاثني عشر، وجد نفسه في أضعف حالاته على مدى أكثر من أربعة عقود، حيث تآكلت بنيته العسكرية والسياسية بشكل كبير. و تأتي هذه بعد عقود من سياسة الاسترضاء الفاشلة مع ديكتاتورية الملالي، وبعد حرب لم تكن تهدف إلى تحقيق المصالح الوطنية للشعب الإيراني.
وفي خضم هذا الواقع، ورغم تعدد السيناريوهات المطروحة لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، يبرز أفق واحد ظل دائمًا أمام الشعب الإيراني، وأصبح اليوم أكثر وضوحاً وإلحاحاً من أي وقت مضى، وهو ما لخصته السيدة مريم رجوي بالقول: “التأكيد مجدداً على مطلب الشعب الإيراني: الحرية والانتصار في معركة المصير ضد الفاشية الدينية”.
إن خلاصة هذه الحرب الأخيرة، في جوهرها، تشهد على أنه بعد كل تحول إقليمي وعالمي يتعلق بإيران، فإن الأصل الثمين لإسقاط الديكتاتورية وتحقيق الحرية والديمقراطية يكمن في المبدأ الذهبي القائل “ما حك جلدك مثل ظفرك”؛ أي الاعتماد على مبدأ “نحن قادرون ويجب علينا” الذي يؤمن به عموم الشعب الإيراني الذي ضاق ذرعاً باستمرار الديكتاتورية والاستغلال. هذه القوة والقدرة والاتحاد هي التي يجب تنظيمها لتزيح أفعى ولاية الفقيه من طريق مستقبل الشعب الساعي للإطاحة، ذلك المستقبل الذي طالما كان رهينة لديكتاتوريات الشاه والملالي.
وقد أشارت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، مريم رجوي، إلى هذا النضال التاريخي قائلةً: “لقد رفض الشعب الإيراني في نضاله الممتد لمئة عام، بثمن باهظ ودموي، دكتاتوريتي الشاه والملالي في انتفاضات متتالية”.
واليوم، بعد الحرب الأخيرة وما أحدثته من تغيير في موازين القوى، انفتح أفق أوسع من أي وقت مضى أمام الشعب الإيراني. ويجب استغلال هذا الأفق لصالح تأمين المصالح الوطنية لإيران واستقلالها. وقد تم وصف معالم هذا الأفق في الرسالة الواضحة التي قدمتها السيدة رجوي: “الترحيب بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الخارجية. إن اقتراح وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب هو خطوة إلى الأمام لصالح الخيار الثالث: لا للحرب، لا للمساومة. دعوا الشعب الإيراني بنفسه، في معركة المصير، يسقط خامنئي وديكتاتورية ولاية الفقيه”.
وفي جعبة المقاومة الإيرانية ما يلزم لتحقيق حلم الشعب الإيراني الذي يمتد لأكثر من قرن، ذلك الحلم الذي تم صقله وتحديثه على مر السنين، وأصبح اليوم متطابقاً مع المطالب الحقيقية لمختلف فئات الشعب الإيراني أمام أنظار العالم، والذي لخصته السيدة رجوي بالقول: “نحن نريد جمهورية ديمقراطية غير نووية، تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، وكذلك الحكم الذاتي للقوميات في إيران. هذا سيجلب السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان والاستقرار والبناء والصداقة والتعاون والتنمية الاقتصادية للمنطقة والعالم”.