مؤتمر في مقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ،
موقع المجلس:
عُقد مؤخراً مؤتمر هام في مقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، تناول الأزمة الإيرانية والحلول المطروحة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة. وقد شهد المؤتمر حضور ومشاركة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إلى جانب شخصيات أوروبية رفيعة المستوى مثل رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتات، ورئيس الوزراء الأيرلندي السابق إندا كيني، وعدد من أعضاء البرلمان الأوروبي البارزين ورؤساء الوزراء السابقين وكبار الحقوقيين الأوروبيين. أجمع المتحدثون على أن الحل لأزمة إيران لا يكمن في الحرب أو استرضاء النظام، بل في دعم “الخيار الثالث” المتمثل في تغيير ديمقراطي على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، مؤكدين على أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة رجوي، يمثل بديلاً ديمقراطياً ذا مصداقية وجاهزاً لقيادة المرحلة الانتقالية.
رؤية مريم رجوي: الخيار الثالث وخارطة الطريق
في كلمتها، عرضت السيدة مريم رجوي رؤية المقاومة الإيرانية للمستقبل، مؤكدة أن حركتها رفعت راية “الخيار الثالث” في مواجهة قضية إيران منذ أكثر من عقدين. وشرحت أن هذا الخيار يعني “لا للاسترضاء مع الملالي، ولا للحرب والتدخل العسكري، بل التغيير الديمقراطي على يد الشعب والمقاومة الإيرانية”. وأشارت إلى أن المجلس الوطني للمقاومة قد أقر منذ أكثر من أربعة عقود برامج وخططاً مفصلة لإيران حرة ديمقراطية، تم تلخيصها في خطة من عشر نقاط، أعلنت عنها لأول مرة في مجلس أوروبا قبل سنوات. وتتضمن رؤوس هذه الخطة إقامة جمهورية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، والحكم الذاتي للقوميات، وإلغاء حكم الإعدام، وقضاء مستقل، وإيران غير نووية تدافع باستمرار عن السلام في الشرق الأوسط.
وأكدت أن الهدف ليس الاستيلاء على السلطة بأي ثمن، بل “ضمان الحرية والديمقراطية والاختيار الحر للشعب بأي ثمن”. وشرحت أن عملية انتقال السلطة التي يتصورها المجلس الوطني للمقاومة تقوم على أساس ديمقراطي، حيث تنتهي مهمة الحكومة المؤقتة المنبثقة عن المقاومة في غضون ستة أشهر كحد أقصى، وتكون مهمتها الأساسية هي إجراء انتخابات حرة ونزيهة لتشكيل مجلس تأسيسي.
كلمة المضيف كارلو تشيتشولي، عضو البرلمان الأوروبي
رحب النائب الإيطالي كارلو تشيتشولي، الذي استضاف الحدث، بالسيدة رجوي، واصفاً حضورها بأنه “نقطة تحول هامة” ومصدر “أمل” نظراً لالتزامها وقيمها الديمقراطية وقدرتها على المبادرة. وقال: “لقد توصلت إلى قناعة بأن نظام طهران اليوم هو العامل الرئيسي لعدم الاستقرار والصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط”. وأضاف أن النظام، الذي يفتقر إلى الشرعية الداخلية، يسعى لامتلاك السلاح النووي لقمع الاحتجاجات، وقد استغل المفاوضات على مدى أكثر من عقدين لكسب الوقت.
وأكد تشيتشولي أن “التغيير الحقيقي لا يمكن أن يأتي إلا من خلال قوة منظمة ومصممة داخل البلاد”، مشيراً إلى أن “هذا هو بالضبط الدور الذي تلعبه منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة رجوي”. ووصف هذا التحالف بأنه ليس مجرد حركة معارضة، بل “بديل حقيقي وشامل وديمقراطي“، رافضاً بشكل قاطع “الخيارات المصطنعة” مثل نجل الشاه السابق.
كلمة إندا كيني، رئيس وزراء أيرلندا السابق
أعرب رئيس الوزراء الأيرلندي السابق، إندا كيني، عن سعادته لسماع تأكيد السيدة رجوي على أن “إسقاط هذا النظام سيتم على يد الشعب الإيراني”، دون طلب تدخل أجنبي أو أموال. وأكد أن ما هو مطلوب هو “التكاتف والتفاهم المشترك”، وأن البرلمان الأوروبي يلعب دوراً هاماً في هذا الصدد. ورسم صورة لمستقبل إيران بعد التغيير، حيث “يتم رفع العقوبات، ويتشكل اقتصاد فعال، وتتاح للطبقة المتوسطة ورجال الأعمال فرصة للنمو وخلق فرص العمل”، وتستعيد إيران دورها التاريخي والإقليمي، ويعرف الآباء والأمهات أن لأطفالهم مستقبلاً. واختتم كلمته باقتباس من الرئيس الأمريكي جون كينيدي حول الإنسانية المشتركة، مندداً بالعدد الهائل للإعدامات في إيران.
كلمة ماريا تيريزا فيفالديني، عضوة البرلمان الأوروبي
أعربت النائبة الإيطالية ماريا تيريزا فيفالديني عن سعادتها بلقاء السيدة رجوي، وقالت: “أنا سعيدة جداً بأن امرأة تقف على رأس حركة مقاومة في إيران، وهذا بحد ذاته يستحق تشجيعاً مضاعفاً”. وجددت تضامنها الشخصي مع المقاومة، مؤكدة على مواصلة الدعم عبر القرارات البرلمانية من أجل “الديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان، والأهم من ذلك، إنهاء عقوبة الإعدام”.