مؤتمر للمقاومة الایرانیة في باریس
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
تتزايد المخاوف والتوجسات في طهران من جراء عدم تمکن النظام الايراني لحد الان من إيجاد ثمة سبيل من أجل تخفيف الضغوط الدولية المتزايدة عليه بل وحتى إن مسار الاحداث والتطورات يشير الى إمکانية حدوث ما هو أسوء بالنسبة لهذا النظام ولاسيما وإنه وتزامنا مع سياسة الضغط الاقصى الاميرکية المطبقة ضده، فإن بريطانيا وفرنسا وألمانيا يلوحون بإمکانية تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات على النظام.
في هذا الوقت حيث إن النظام الايراني وهو يعاني من ضعف متعاظم عليه ويجد نفسه يسير في طريق يجهل نهايته أو حتى ما قد يمکن أن يحدث له أثناء مسيره، فإن بوادر ومٶشرات المزيد من الضعف تلوح في الافق، ومع إن النظام يسعى بکل ما أوتي من أجل تغيير مسار الاحداث وجعلها على الاقل تسير بسياق لا تٶثر عليه بشدة، فإنه لا يتمکن من ذلك بل وحتى إنه صار يتخوف أکثر من أي وقت مضى على حدوث تطورات سلبية في داخل وخارج إيران على حد سواء!
الاوضاع الداخلية في إيران متفاقمة أکثر من أي وقت آخر وحتى إنها تبدو کبرميل البارود الذي يحتاج الى شرارة لينفجر والنظام يعلم ذلك جيدا خصوصا وإن الاوضاع الاقتصادية قد وصلت الى درجة ومستوى من الوخامة بحيث صار الشارع الايراني يغلي غضبا من جراء ذلك، والاهم من ذلك إن مسٶولين وخبراء للنظام صاروا يحذرون علنا من إحتمال إنفجار الغضب الشعبي فيما لو لم يتمکن النظام من تحسين الاوضاع في وقت إن النظام ليس قد فقد القدرة الکاملة على تحسين الاوضاع وإنما حتى إن کل المٶشرات تٶکد من إنه يسير نحو الأسوأ بکثير.
المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة تشير الى إنه ليس هناك من أي أمل للنظام في أن تعدل إدارة ترامب عن مطالبها الاساسية التي تجعل من البرنامج النووي في غير ذلك السياق الذي يريده النظام، مثلما إن معظم التقارير الواردة من داخل إيران تشير الى إن دائرة الاحتجاجات والاضرابات تتزايد وتتسع بصورة مضطردة ويتزامن ذلك مع عمليات وحدات الانتفاضة في مختلف المدن الايرانية، وإن النظام يتابع الاوضاع بقلق بالغ خصوصا وإن إندلاع إنتفاضة شعبية في هذه الفترة ستجعل النظام في موقف صعب جدا وقد لا يمر عليه بسلام.
في هذا الوقت، حيث تزايد شعور النظام بالضعف وتخوفه من إنفجار الاوضاع الداخلية، فإن باريس قد شهدت في 31 مايو/أيار2025، إقامة مٶتمر”إيران الحرة 2025″ والذي تم عقده بحضور السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وشخصيات دولية بارزة ووفود برلمانية من مختلف دول العالم، إعلانا قويا عن دعم دولي متزايد لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية. وتم خلال المؤتمر الكشف عن بيانات تأييد صادرة عن أغلبيات برلمانية في كل من إيطاليا، ومجلس الشيوخ الهولندي، والنرويج، ومولدافيا، وأيسلندا، وكوستاريكا. وأجمعت هذه البيانات، المعروفة بـ”بيان إيران 2025″، على دعم خطة السيدة مريم رجوي ذات النقاط العشر، والمطالبة بإدراج حرس النظام الإيراني على قائمة الإرهاب، والاعتراف بنضال وحدات الانتفاضة ضد قوات الحرس. كما أكدت أن الشعب الإيراني، في انتفاضاته عام 2022، رفض جميع أشكال الديكتاتورية، سواء الملكية السابقة أو الاستبداد الديني الحالي، ويطالب بجمهورية ديمقراطية تقوم على فصل الدين عن الدولة.
توقيت هذا المٶتمر وبيانات تأييد لنضال الشعب والمقاومة الايرانية صادرة عن أغلبيات برلمانية في كل من إيطاليا، ومجلس الشيوخ الهولندي، والنرويج، ومولدافيا، وأيسلندا، وكوستاريكا، يمکن وصفها بتهديد حساس وخطير على النظام في فترة حرجة جدا يمر بها.