موقع المجلس:
تحدث السيد أليخو فيدال كواديراس، السياسي الإسباني البارز والنائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي (1999-2014)، و في مقابلة حصرية نشرها موقع (Causeur.fr) الفرنسي، تحدث عن محاولة الاغتيال التي نجا منها في مدريد في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، متهماً نظام الملالي في إيران بالوقوف وراءها عبر توظيف شبكات إجرامية أوروبية. وخلال المقابلة التي أجراها هارولد هايمان، دعا فيدال كوادراس، وهو أستاذ في الفيزياء النووية، إلى سياسة دولية حازمة تجاه طهران، مؤكداً أن الوقت قد حان لتغيير النهج القائم على الحوار الذي أثبت فشله.
واستهل فيدال كوادراس حديثه بوصفه كيف نجا من رصاصة أُطلقت على وجهه بهدف قتله، قائلاً: “لقد سحبت رأسي بشكل غريزي، وهذا ما أنقذ حياتي”. وأوضح أن الرصاصة كانت تستهدف رقبته لكنها اخترقت فكه. وأكد أنه كان في باريس ليشرح للنواب الفرنسيين أنه وقع ضحية لنظام في إيران “يوكل عمليات الاغتيال إلى شبكات إجرامية أوروبية”.
ووفقاً للتحقيقات التي تجريها الشرطة الإسبانية لمكافحة الإرهاب، وبمشاركة محققين من هولندا وفرنسا، يُعتقد أن محاولة الاغتيال في مدريد تمت بأمر من طهران ونفذتها “مافيا موكرو”، وهي شبكة مخدرات هولندية قوية. وصرح فيدال كواديراس: “النظام الإيراني يدفع أموالاً لشبكات إجرامية لتنفيذ هذه الهجمات. إنهم يجندون منظمات مافيا لتنفيذ مهامهم”، مضيفاً أن هؤلاء القتلة المأجورين ليس لديهم أي ارتباط أيديولوجي بالنظام، بل دافعهم المال فقط: “إنهم مجرمون محترفون، وهذه مجرد وظيفة أخرى بالنسبة لهم”.
وأرجع فيدال كوادراس استهدافه إلى معارضته الشديدة للنظام الإيراني ودعمه للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تُعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية مكونه الرئيسي. وقال: “تعرفت على المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 1999… إنها ديكتاتورية دينية إرهابية وسامة، تسمم المنطقة بأكملها وتلوث السياق العالمي”. وأضاف: “النظام له تاريخ من الجريمة. في إيران، هو آلة قتل. في ظل الرئاسة الحالية لمسعود بزشكيان، تم اغتيال ألف شخص”. وأشار إلى أن استهداف الشخصيات السياسية الغربية الداعمة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بدأ منذ عام 2018، وأنه كان على رأس قائمة أعداء النظام التي نشرتها طهران في أكتوبر/تشرين الأول 2022. وذكّر بمؤامرة تفجير تجمع للمعارضة في فيلبانت عام 2018 بهدف قتل السيدة مريم رجوي، وباستهداف شخصيات أخرى مثل جون بولتون ومايك بومبيو.
فشل سياسة الاسترضاء والدعوة إلى الحزم
انتقد فيدال كوادراس بشدة سياسة الحوار والتفاوض مع نظام الملالي، قائلاً: “لقد فشلت. الاتفاقات مع آيات الله للحفاظ على الوضع الراهن في الملفات التجارية أو الصناعية أو النووية، بهدف التعايش، لا تجدي نفعاً. والنظام يعتبر ذلك ضعفاً، فيضاعف من عدوانيته. الاسترضاء لا يهدئهم، بل على العكس، يثير تأثيراً عكسياً! الآن، حان وقت التغيير وأن نكون حازمين حقاً أخيراً”. وأوضح أنه “في الحالة الإيرانية، يتقاطع مبدأ المبادئ مع الواقعية السياسية تماماً: عملياً، النظام الإيراني (الذي وصفه بـ “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” في هذا الاقتباس) لن يتحول إلى ديمقراطية وهو يسعى لامتلاك القنبلة”.
النظام الإيراني خطر عالمي والبديل الديمقراطي جاهز
مقارناً بين إيران والصين، قال فيدال كواديراس: “الصين تريد أن تحل محل هيمنة الولايات المتحدة، لكنها لا تسعى للفوضى، ولا تنوي تدمير العالم الغربي. أما برنامج النظام الإيراني فهو تدميره. يجب أن نأخذ أيديولوجيته على محمل الجد”. وأكد أن النظام الإيراني، على عكس الصين، “يخلق أزمة دائمة”.
وحول كيفية إنهاء هذا النظام، قال: “هذا النظام غير قابل للاستدامة، غير قابل للحياة. بينوشيه، فيديلا، موسوليني، هتلر، ستالين – جميعهم ينتهون بشكل سيء، هذا قانون التاريخ”. وأشار إلى أن “حماس والحوثيين وحزب الله جميعهم موظفون لديه وهذه وسيلة للبقاء بالنسبة له! آيات الله يريدون أسلحة نووية لترهيب الدول الأخرى، على غرار كوريا الشمالية”. وأضاف أن النظام يواجه “إفلاساً اقتصادياً واحتجاجات داخلية ضخمة”، وأن “سوريا قد سقطت (من نفوذه)، وتم القضاء على حزب الله والحوثيين بشكل كبير، وضربت إسرائيل نخب حزب الله “.
وفيما يتعلق بإدارة ترامب، قال: “إنها أكثر صرامة من إدارة السيد بايدن. الآن لدينا فرصة لإسقاط النظام. دعنا نتجه نحو الديمقراطية، نحو الشعب ومع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. سيكون من السذاجة عدم اغتنام الفرصة”.
تطرق فيدال كواديراس بإيجاز إلى معارضته للقومية الانفصالية الكتالونية، واصفاً إياها بأنها “عقيدة معادية للديمقراطية” تسعى لفرض التجانس بالقوة، مما يؤدي إلى إضعاف حقوق المواطنين وخراب اقتصادي. وعرّف عن نفسه بأنه “ليبرالي محافظ” ينتمي إلى مجموعة المحافظين الإصلاحيين الأوروبيين.
إن شهادة أليخو فيدال كواديراس لموقع “كوزور.فر” تقدم رؤية واضحة حول خطورة التهديد الذي يمثله النظام الإيراني على الأمن الأوروبي والدولي، وتؤكد على ضرورة تبني سياسة حازمة لدعم تطلعات الشعب الإيراني نحو الحرية والديمقراطية، مع الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي منظم وقادر على قيادة الانتقال السلمي للسلطة.