مشروع النووي لنظام الایراني
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
منذ أن تم کشف النوايا الحقيقية والمشبوهة للنظام الايراني من وراء برنامجه النووي وسعيه من أجل حيازة السلاح النووي، فإنه ملأ ويملأ الدنيا”کذبا وزورا وخداعا” بأن برنامجه مخصص للأغراض السلمية ولکن من دون أن يسمح بالمراقبة الدقيقة التي تثبت ذلك وتحسم الجدل والشك القائم بشأن ذلك.
من دون أدنى شك، إن البرنامج النووي لنظام الملالي والذي صرف عليه أکثر ترليون دولار لو کان مکرسا للأغراض السلمية کما يزعم، فلابد أن يشمل ذلك الکهرباء وأن تکون إيران متمتعة بما يکفيها من التيار الکهربائي في مختلف المجالات، ولکن وعند النظر الى واقع الحال فإن الصورة في الواقع غير ذلك، إذ لم يتمکن البرنامج النووي للنظام سوى من إنتاج 2% من الطاقة الکهربائية التي تحتاجها إيران، فهل هذا يتفق مع ما يدعيه ويزعمه النظام بخصوص إن برنامجه مخصص للأغراض السلمية؟
لکن المشکلة ليست هنا فقط، بل إنها في الازمة الحاصلة في سائر أرجاء إيران وعلى مختلف الاصعدة بخصوص الطاقة الکهربائية والانقطاعات المستمرة فيها والتي صارت تٶثر سلبا ليس على الاوضاع العامة للشعب الايراني بل وحتى في التأثير في المجالات الصناعية والخدمية القطاع الخاص.
الاحتجاجات بخصوص إنقطاع التيار الکهربائي والتي باتت تحدث بصورة مستمرة تتواصل ضد النظام وبهذا الصدد وفي صباح يوم السبت 24 أيار / مايو، نظم الخبازون في عدد من المدن الإيرانية، بينها مشهد وكرمان وشاهينشهر وبروجرد، احتجاجات ضد انقطاع التيار الكهربائي، وعدم دفع الدعم المخصص للخبز، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتقليص حصص الدقيق، وغلاء المواد الأولية.
وفي مدينة مشهد، احتشد عدد كبير من الخبازين أمام نقابتهم، ثم انطلقوا في مسيرة باتجاه مبنى محافظة خراسان رضوي، مرددين هتافات من بينها: “كفى وعود الکذب… موائدنا خالية”. إلا أن رد النظام تمثل باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع من قبل قوات الشرطة القمعية. وقد رد المتظاهرون على الهجوم بهتافات: “عديمو الشرف… عديمو الشرف”.
الاجهزة القمعية للنظام وهي تقوم بمواجهة الشعب بالهراوات فإنه يکشف ويفضح ليس عجز النظام فقط وإنما کذبه في زعمه بأن برنامجه النووي مخصص للأغراض السلمية، وهنا من المفيد أن ننوه عن الاعتراف الذي قاله قبل بضعة أيام أحمد فاطمي، أحد نواب برلمان النظام، من أن:” مشكلات المخابز اليوم أصبحت أزمة وطنية كبرى… لماذا لا أحد يجيب؟ أحذر من الانقطاعات المتكررة والكبيرة للكهرباء؛ فقد أنهكت الناس وأتعبت المصانع وأصحاب الأعمال” بل وإن صحيفة”ستارە صبح” في 18 أيار الجاري ذهبت أبعد من ذلك عندما کتبت تقول:” فوضى قطاع الكهرباء مشكلة أدت إلى تدهور جودة الحياة ورفاهية المواطنين وشل الاقتصاد والأعمال. في عام 2023، بلغ ارتفاع الطلب على الكهرباء 4006 ميغاواط، في حين لم تتجاوز الزيادة في الإنتاج 1221 ميغاواط. أي إن الإنتاج تحقق بأقل من ثلث الطلب، وما زالت الأزمة تتجه للأسوأ. نحن نواجه عجزا قدره 30 ألف ميغاواط. بدأ فصل انقطاع التيار عن المصانع، وانقطاع الكهرباء الواسع في الصيف على الأبواب. المشكلة الحقيقية هي وجود الكيانات شبه الحكومية ومؤسسات مثل مؤسسة الشهيد وغيرها التي تسيطر على المحطات الكهربائية الكبرى دون كفاءة أو اختصاص، ما أدى إلى أن يكون الإنتاج الفعلي 62 ألف ميغاواط فقط من أصل 95 ألف ميغاواط كطاقة اسمية، وهو ما يعد كارثة”!
أما صحيفة”عصر إيران” الحکومية فقد کتبت هي الاخرى في 18 أيار الجاري أيضا تقول:” انقطاع الكهرباء دمر معيشة الخبازين… الخباز يجبر على رمي العجين الفاسد، ثم يتهم ببيع الدقيق وتخفض حصته” وفي اليوم التالي نشرت صحيفة”اعتماد”تقريرا قالت فيه:” انقطاعات الكهرباء أوصلت السخط الشعبي إلى ذروته وأضعفت الثقة بالحكومة. وقد خرج الخبازون في معظم المدن إلى الاحتجاج”