اختفالات الشعب السوري باسقاط نظام بشار الاسد
أمد للإعلام – د مصطفى عبد القادر:
أمد/ منذ تولي الملالي الحكم في إيران وهم يحلمون بالتغلغل والوصول إلى عمق المنطقة العربية لأجل تحقيق مآربهم الشيطانية المزروعة في جماجمهم، والتي تداعب أفكارهم( البراغماتية) الممزوجة بالكراهية والحقد الدفين، وذلك عن طريق السيطرة والتحكم في تسيير دفة السياسة العربية بالشكل المتناغم مع طموحاتهم عالية السقوف؛ على الرغم من عدم منطقيتها، وعبثية التحرك صوبها بكل أبعادها الجيوسياسية، والاقتصادية، والفكرية، والعقدية، لأنها طموحات تتناقض مع النصوص القانونية المعمول بها عالميا، وأيضا تخلق المزيد من بؤر التوترات القابلة للاشتعال، والغافية كجمر تحت الرماد.
لقد أنفق نظام ولاية الفقيه الأموال الطائلة في سبيل إيجاد موضع قدم له في دول المنطقة العربية التي تمثل الهلال الشيعي المرسوم من قبله، وقد جهد في متابعته المتابعة القصوى إلى أن تحقق له ذلك، وهيمن هيمنة شبه مطلقة على أكثر من عاصمة عربية، فبات يسرح ويمرح في طول البلاد وعرضها، ويخطط لبقائه المضمون (كما يعتقد هو) على مدى قرون قادمة؛ لكن ما حصل له لم يكن في حسبانه حين بدأت الهزائم المتتالية، والسقوط الذريع له، ما أفضى إلى طرده وخروجه من المولد بلا حمص. لقد أصيب نظام الملالي في إيران بانتكاسات عديدة هزت كيانه، وجعلته يعيد النظر في حساباته وتحسباته، بعد أن أوجعته الطعنات، وركبته الخيبات، وأعادته مرارة الواقع إلى مربعه الأول، مربع أحلامه الذي كان يتصف باللون الوردي، لكنه اليوم اتصف بسواد التهديد، ورعب الوعيد، داخليا وخارجيا، فبعد هروب عضيده الأسد الفار، وانتصار الثورة السورية يحاول نظام ملالي إيران وهو( خارج السور) أن يحرك بعض أذنابه في سورية عبر التواصل معهم، وتجييشهم على شكل عصابات تثير القلاقل ما استطاعت من خلال شن هجمات مباغتة لاسيما في الساحل السوري، كما يحضهم على التعاون مع كل أعداء الثورة السورية سواء في الشمال، أو في الجنوب، ومما لاشك فيه أن نظام الملالي كان قد ترك بعض الخلايا النائمة التي يستعين بها في التحريض والتحريك على أمل تأليب الشارع السوري ضد الحكم الجديد في سورية، لكن هيهات لطالما الأمن العام لهم بالمرصاد، وهو قد عانى منهم في بداية انتصار الثورة ومازال، ولقد حاول نظام الملالي تجنيس أتباع له بالجنسية السورية، وقد فعل، وهؤلاء تجاوز عددهم المليون نسمة إستقطبهم من أفغانستان، وباكستان، ولبنان، وإيران…وتم منحهم الجنسية السورية، بل واستملكوا العقارات في الكثير من المدن السورية إما بالشراء المغري، أو بالاستيلاء القسري، لكن الحكومة السورية الجديدة لم تغفل عن ذلك، فأجرت إحصائيات دقيقة تمهيدا لسحب الجنسية السورية من هؤلاء وطردهم، بعد إعادة العقارات المستولى عليها لأصحابها. ويبدو أن ملالي إيران لم يقروا إلى الآن بسورية الجديدة كأمر واقع وكأنهم يخادعون أنفسهم ويكابرون، علما أن الحكومة الجديدة لا يمكن أن تتعامل معهم، أو تقبل بفتح قنوات اتصال إلا في حالة زوال (حكمهم)؟!… إن تعداد الشيعة في سورية لا يتجاوز ال/ ٣٠٠/ ألف في أحسن الحالات، ونسبتهم تبلغ (١-٢) بالمائة فقط إذ يتواجدون في دمشق القديمة بحي السيدة زينب، والأمين، والجورة، وفي حلب بالزهراء ونبل، وفي إدلب بالفوعا وكفريا، وقلة متناثرة في بعض الأرياف السورية.
والسؤال المطروح.. متى يدرك ملالي إيران أن انتصار الثورة الشعبية السورية مؤشر قوي على قرب زوال أدواتهم في العراق مثلما زال حليفهم الأسد الفار، وأن الخطر المحيق بنا هو خطر كبير لن يزول إلا بزوال حكم الملالي بدءا من أكبر رأس فيه إلى أصغر رأس، لتقوم في إيران جمهورية ديمقراطية تقدمية معاصرة غير نووية تؤمن بحقوق الإنسان والعدل والمساواة وتلبي طموح جميع مكونات الشعب الإيراني، وهذا ما وجدناه في برنامج المواد العشر الذي تتبناه المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي؛ حينها وبعد انتصار الشعب الإيراني ومقامته تكون إيران قد فتحت قلبها، وشرعت أبوابها لجميع الدول المحبة للسلام، وتآخت مع شعوب العالم الحر المتحضر تبادلهم المحبة بالمحبة، والسلام بالسلام.