تظاهر عائلات السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في 26 مدينة إيرانية ضد احكام الإعدام.
موقع المجلس:
دوّى صوت الاحتجاج ضد تنفيذ أحكام الإعدام مجددًا في جميع أنحاء إيران في الأسبوع السبعين من الحملة الوطنية «ثلاثاء لا للإعدام ». فقد خرجت عائلات السجناء السياسيين، والشباب المحتج، والنشطاء المدنيون في ٢٦ مدينة إلى الشوارع والأماكن العامة، ليردّوا على الإعدام كأداة قمع بالاحتجاج العلني.
هذا الأسبوع، شارك المتظاهرون وهم يحملون منشورات ولافتات تحمل صور السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، وشعارات مثل: «لا للإعدام»، «إلغاء فوري لحكم الإعدام»، «لا تُعدموا»، و«لا للأحكام العصور الوسطى»، مطالبين بوقف عجلة الموت المتمثلة في الإعدام في إيران.
احتجاجات موحدة ضد الإعدام في الأسبوع السبعين من حملة «ثلاثاء لا للإعدام»
في هذا الأسبوع، شهدت المدن التالية احتجاجات واسعة: طهران، الأهواز، مشهد، آمل، رودسر، سيرجان، ماهشهر، آستارا، بندرعباس، رشت، شهركرد، قشم، قم، يزد، نيشابور، همدان، بروجن، شفت، أراك، بهارستان، رباط كريم، مدينة قدس، شهريار، شيراز، كرج، وملارد. وقد نُشرت العديد من الصور على شبكات التواصل الاجتماعي تُظهر هذه التجمعات الشعبية، ولافتات الاحتجاج، والهتافات المناهضة للإعدام، ما يعكس اتساع نطاق هذه الحركة الاحتجاجية.
الحضور اللافت لعائلات السجناء المحكومين بالإعدام في هذه المدن كشف مجددًا أن صوت «لا للإعدام» لم يَعُد محصورًا ضمن المؤسسات الحقوقية، بل خرج إلى الشارع وتغلغل في نسيج المجتمع. فالأمهات والآباء أطلقوا صرخات مثل «لا تُعدموا أبناءنا» و«ساعدوا أطفال إيران»، في مواجهة هذه السياسة العنيفة.
دعم من داخل سجن إيفين من قبل السجينات
تزامنًا مع هذه الاحتجاجات في الشوارع، عبّرت النساء السجينات في جناح النساء بسجن إيفين عن دعمهن لحملة «ثلاثاء لا للإعدام» بهتافات مثل: «هذه هي الرسالة الأخيرة، إذا أعدمتم ستكون انتفاضة»، و«لا للقمع، لا للإعدام، لا للتهديد؛ لم يَعُد يؤثر».
الهتافات مثل «نظام الإعدامات لن ينعم بنوم هادئ» و«السجين السياسي يجب أن يُفرَج عنه»، أصبحت رمزًا للمقاومة والصمود من خلف جدران السجن، وهي مقاومة تمكّنت مرة أخرى من كسر الحاجز بين داخل السجن وخارجه، لتُحوِّل النضال ضد الإعدام إلى حركة وطنية شاملة.
عقوبة الإعدام: حربة سياسية للقمع
يؤكد نشطاء حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية مراراً وتكراراً أن عقوبة الإعدام في نظام القمع الحاكم في إيران، بدلاً من أن تكون أداة لتحقيق العدالة، قد تحولت إلى وسيلة لبث الرعب، والانتقام من النشطاء الاجتماعيين، وقمع الأقليات العرقية والدينية. ويُحاكم العديد من المتهمين في محاكم غير علنية وبدون محاكمة عادلة، مع حرمانهم من الاتصال بمحامٍ مستقل، بينما تتواتر التقارير عن التعذيب وانتزاع الاعترافات القسرية.
وتُعد إيران واحدة من الدول ذات أعلى معدلات الإعدام في العالم، وأغلب ضحايا هذه الأحكام هم من السجناء السياسيين، والمحتجين المعتقلين، وأبناء القوميات الكردية والبلوشية والعربية، وأهل السنة.
إن اتساع حملة “ثلاثاءات لا للإعدام” وتزامن الحراك داخل السجون مع الاحتجاجات الشجاعة التي تقودها العائلات ويدعمها المواطنون في الشوارع، يبعث برسالة قوية مفادها أن الشعب الإيراني لم يعد يطيق هذا المستوى من القمع الوحشي، وأن إرادة الحياة والحرية أقوى من آلة الموت التي يديرها النظام. كل ثلاثاء، يرتفع صوت جديد ينادي بالحياة، مؤكداً أنه طالما لم تتحقق العدالة، فإن “ثلاثاء لا للإعدام” لن تصمت، وستظل صرخات الأهالي ودعم الشعب نبراساً يضيء طريق النضال.