القرار رقم 166 بأغلبية مكونة من 220 نائبا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، معبرا عن تأييده لمطلب الشعب الإيراني في إقامة جمهورية ديمقراطية
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
يواجه نظام الملالي أوضاعا وظروفا غير مسبوقة منذ تأسيسه قبل 46 عاما من الان، وما يواجهه هذه المرة يختلف إختلافا کبيرا وحتى جذريا عن الاختلافات السابقة، إذ أن النظام في خضم هزيمة نوعية غير مسبوقة لمشروعه في المنطقة وحتى إن سعي بلدان المنطقة من أجل إعادة ترتيب أمورها وأوضاعها في ضوء إنحسار دور هذا النظام في المنطقة دليل على إن مشروع خميني من أجل بسط السيطرة على المنطقة وإقامة إمبراطورية دينية قد ذهب وولى وثبت فشله وسقمه.
أما داخليا، فحدث ولاحرج إذ ومع تصاعد موج الاحتجاجات الشعبية في أنحاء إيران بسبب الأزمات المعيشية المتفاقمة وانقطاع الكهرباء والمياه، انكشف هشاشة تماسك النظام الإيراني من الداخل. فقد تحولت جلسة مجلس النظام يوم الثلاثاء 13 مايو 2025 إلى مشهد صاخب من الاتهامات المتبادلة والصراخ بين أعضائه، حيث حاول كل جناح تبرئة نفسه وإلقاء المسؤولية على الآخر، في وقت بات فيه واضحا أن الجميع متورطون، وأن المسؤول الأول عن هذا الانهيار هو الولي الفقيه علي خامنئي، الذي تقف سياساته في صميم كل ما يحدث.
والملفت للنظر إنه وتزامنا مع تواصل الاحتجاجات الشعبية في سائر أرجاء إيران وظهور بوادر إنفجار الغضب الشعبي بوجه النظام، فإنه وفي ليلة الإثنين، 13 مايو 2025، أطلقت وحدات الانتفاضة في حي نازي آباد الجنوبي بطهران صرخة مدوية، متحدين القبضة الأمنية الثقيلة، وجيش الكاميرات والدوريات، ورفعوا صوتهم في ظلام القهر بشعارات كشفت بوضوح المجرم الحقيقي، والحقيقة أن ما قامت به وحدات الانتفاضة لم يكن تحركا رمزيا، بل خطوة شجاعة في مواجهة من ينتهب قوت الناس ويغرقهم في الظلام المتعمد. في منطقة تعج بمراكز القمع والمراقبة، لم يخش هؤلاء الشجعان شيئا، بل قالوا بصوت مرتفع ما يقوله ملايين الإيرانيين في صمت وقهر.
وعلى الصعيد الدولي وفي ضوء تزايد الضغوط الدولية عموما والاميرکية منها خصوصا على النظام بحيث صار النظام ومن فرط ذعره على مصيره يعلن على لسان علي شمخاني، مستشار الملا خامنئي إستعداد النظام لتقديم التنازلات، فإنه وفي هذا الوقت بالذات إعتمد الکونغرس الاميرکي القرار رقم 166 بأغلبية مكونة من 220 نائبا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، معبرا عن تأييده لمطلب الشعب الإيراني في إقامة جمهورية ديمقراطية، ومنددا بسياسات الإرهاب والقمع والحروب التي يقودها النظام الإيراني في المنطقة. وهذا ما يجسد إعترافا نوعيا من أکبر قوة عظمى في العالم بدور وتأثير المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وکونها تعبر عن آمال وطموحات الشعب الايراني.
کل ما سردنا ذکره، يمکن النظر إليها کمٶشرات نوعية غير مسبوقة على قرب سقوط نظام الملالي وإلتحاقه بسلفه نظام الشاه في مزبلة التأريخ.