موقع المجلس:
في واحدة من أوسع قضايا مكافحة التجسس… لندن تضع طهران في قلب نشاط استخباري عدائي فوق أراضيها
في إطار ما وُصف بأنه من أضخم التحقيقات في مجال الأمن القومي خلال السنوات الأخيرة. أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية يوم السبت 17 مايو 2025 عن توجيه اتهامات أمنية بالغة الخطورة إلى ثلاثة مواطنين إيرانيين. حیث تشمل الاتهامات التجسس لصالح النظام الإيراني، وتنفيذ أنشطة رصد ومراقبة ضد أفراد على الأراضي البريطانية، يُعتقد أنها تمهّد لعمليات عنف محتملة.
المتهمون، وهم مصطفى سبهوند، فرهاد جواديمنش، وشاپور قلعهعلي خاني نوري، جميعهم يقيمون في العاصمة البريطانية لندن، ويُحتجزون منذ 6 مايو الجاري بموجب قانون الأمن القومي. ومن المزمع مثولهم أمام المحكمة يوم السبت 17 مايو.
بحسب بيان شرطة مكافحة الإرهاب: مصطفى سبهوند متهم بتنفيذ عمليات رصد وتحديد هوية وجمع معلومات باستخدام مصادر مفتوحة، بهدف التحضير لهجوم عنيف وخطير ضد فرد داخل المملكة المتحدة.
أما المتهمان الآخران، فيُشتبه بقيامهما بـعمليات مراقبة لصالح تنفيذ محتمل لأعمال عنف من قبل أطراف ثالثة.
لم تحدد الشرطة البريطانية هوية الهدف المحتمل لتلك المخططات، كما لم تُعلن عن الجهة أو الموقع المستهدف بدقة.
وصف دومينيك مورفي، قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية، الاتهامات بأنها”بالغة الخطورة وتمسّ بشكل مباشر أمن البلاد”.
تأتي هذه التطورات في سياق تزايد القلق الغربي من الأنشطة الاستخبارية والعدوانية التي يقوم بها النظام الإيراني عبر خلاياه الخارجية. وقد سبق أن صنّفت الحكومة البريطانية إيران على أعلى مستوى من “قائمة النفوذ الأجنبي“، وهو تصنيف يتطلب الكشف الكامل عن أي تحرّك سياسي أو أمني ذي صلة بطهران على الأراضي البريطانية.
وكانت السلطات البريطانية قد اعتقلت ثمانية أشخاص، بينهم سبعة إيرانيين، في وقت سابق من هذا الشهر ضمن عمليتين أمنيتين منفصلتين، ووصفتها وزارة الداخلية بأنها من أوسع قضايا مكافحة التجسس خلال الأعوام الأخيرة.
ورغم تلميحات بعض وسائل الإعلام البريطانية إلى وجود صلة محتملة بين الموقوفين ومخطط إرهابي في العاصمة لندن، فقد التزمت الجهات الرسمية الصمت، ممتنعة عن الإدلاء بأي تعليق رسمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
هذا الملف يعكس تصعيدًا نوعيًا في تعاطي الغرب مع شبكات النظام الإيراني التجسسية في الخارج، في ظل تنامي القناعة الدولية بأن طهران لا تتردد في تصدير قمعها ومخططاتها الإرهابية إلى قلب العواصم الأوروبية، وهو ما يجعل النظام اليوم في موقع متزايد من العزلة والملاحقة.