صورة لمنشاة نوویة ایران
بحزاني – منى سالم الجبوري:
الاصعب والاکثر تعقيدا على النظام الايراني هو إثبات مصداقيته في المفاوضات التي يخوضها بشأن برنامجه النووي، والسبب في ذلك هو سجله الطويل الحافل بکل أنواع الکذب والخداع والتمويه واللف والدوران والملفت للنظر إن النظام الايراني ليس يمارس الکذب والخداع بشأن برنامجه النووي(وإن کان يأتي على رأس قائمته بهذا الصدد)، بل إنه ذلك يتعدى الى مواضيع وأمور أخرى نظير تدخلاته في بلدان المنطقة وتصديره للتطرف والارهاب وکذلك تجاوزاته في مجالات حقوق الانسان وممارساته القمعية من إعتقالات وإعدامات وغيرها.
المفاوضات الحالية التي يخوضها هذا النظام حاليا مع الولايات المتحدة والتي يصر الطرف الاخير على تفکيك البرنامج النووي الايراني کحل وحيد حاسم لهذا البرنامج الذي يحاول النظام الايراني من أجل المحافظة عليه ولا يريد التخلي عنه ولذلك فإنه وکما هو واضح يبذل قصارى جهوده من أجل أن يخرج من هذه المفاوضات بدون التفريط ببرنامجه، ولکن لايبدو إن الجرة ستکون سالمة في کل مرة ولاسيما وإن للولايات المتحدة خصوصا وللأوربيين عموما أدلة موثقة على إن هذا النظام يمارس الکذب والخداع والتضليل من أجل إستمرار جهوده السرية من أجل إنتاج السلاح النووي.
المعلومات الاخيرة المهمة والحساسة التي کشف عنها المجلس الوطني للمقاومة الايرانية خلال مٶتمر صحفي في الثامن من الشهر الجاري في العاصمة الامريکية والتي تتعلق باستمرار النظام الإيراني في برنامجه السري لتصنيع الأسلحة النووية، بما في ذلك تطوير قنابل هيدروجينية تحت غطاء مشاريع مدنية.، أثبتت مرة أخرى حقيقة النوايا المشبوهة لهذا النظام وعدم وجود أي مصداقية أو جدية لديه في المفاوضات التي يجريها.
التصريحات والمواقف البائسة التي صدرت عن مسٶولي النظام الايراني بشأن المعلومات الجديدة التي تم الکشف عنها، لم تتمکن من أن تفند وتدحض هذه المعلومات ولاسيما وإنها مبنية على أساس من الادلة والوثائق الدامغة، ولذلك فإن حبل الکذب للنظام صار قصيرا جدا ولا يمکنه من مواصلة الکذب والاستمرار في کذبه وتمويهه وإنه وفي کل الاحوال لا يتمکن هذه المرة من أن يتجاوز هذه المفاوضات من دون أن يدفع ثمن کذبه وتضليله.
من المفيد هنا التذکير بالطرق والاساليب التي إستخدمها النظام من أجل الاستمرار في تدخلاته في المنطقة وعدم التخلي عن وکلائه الذين يعملون لصالحه، ولم يستمع وينصت للمطالب والنداءات الدولية والاقليمية للتخلي عن تدخلاته في المعطقة وعدم العبث بأمنها وإستقرارها، حتى حدث ما حدث وتلقى أقسى الصفعات في غزة ولبنان وسوريا وإن ما ينتظره بشأن برنامجه النووي لا يکاد أن يختلف عن ما
جرى لدوره المشبوه في غزة ولبنان وسوريا کما إن نفس الامر ينتظره بشأن إصراره على قمع وإفقار وحرمان الشعب الايراني، ومن هنا فإن کل المٶشرات تٶکد بأن طرق هذا النظام تسير کلها بإتجاه الهاوية!