موقع المجلس:
خلال تصاعدًا غير مسبوق في وتيرة الاحتجاجات الشعبية، شهد الشارع الایراني یوم13 مايو 2025، موجه من الاحتجاجات من من الفلاح إلى العامل والمتقاعد، تعكس احتقانًا اجتماعيًا عميقًا نتيجة تفاقم الأزمات المعيشية، لا سيما انقطاعات الكهرباء والمياه، وتردّي البنى التحتية، وتجاهل تام من قبل النظام.
من طهران إلى شيراز، ومن أراك إلى كرمانشاه وسرخس، تتوالى الصرخات تحت حرّ خانق وعتمة مستمرة، في مشهد يكشف هشاشة هيكل الدولة التي تبدد ثروات البلاد على القمع والمغامرات العسكرية، بينما تترك المواطن يواجه الجوع والعطش والانهيار.
في شيراز… الفلاحون يصرخون: “من دون كهرباء لا ماء، ومن دون ماء لا حصاد”
في محافظة شيراز، نظم عدد من الفلاحين وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، بعد أن تسببت الانقطاعات المتكررة للكهرباء في شلّ أنظمة الري، ما أدى إلى تهديد المحاصيل الزراعية بالخطر.
قال أحدهم:”عمل شهور يضيع، فقط لأن الكهرباء تقطع يوميًا، لا نستطيع سقي الأرض، ومعها نخسر قوت أولادنا”.
في أراك… عمال الألمنيوم: “مصانعنا تتوقّف… ووظائفنا في مهبّ الريح”
نظّم عمال شركة الألمنيوم في أراك، التي تشغّل أكثر من 4,000 عامل، تجمّعًا احتجاجيًا داخل المصنع رفضًا للانقطاعات اليومية للكهرباء، مؤكدين أن استمرار هذا الوضع يُنذر بإغلاق خطوط الإنتاج وتسريح العمال.
قال أحد العمال: “كل يوم تقطع فيه الكهرباء، تتوقّف الآلات. لا أحد يضمن غدنا، والدولة لا تقدم شيئًا سوى الصمت والعقوبات”.
في كرمانشاه… العطش يُخرج السكان إلى الشوارع
دخلت مدينة كرمانشاه يومها الثالث من دون مياه شرب في بعض الأحياء، ما دفع الأهالي إلى النزول إلى الشوارع حاملين الدلاء وعبوات المياه.
قال أحد المواطنين: “درجات الحرارة تلامس الأربعين، ولا يوجد ماء. هذه جريمة بحقنا، ولا أحد من المسؤولين يعطينا جوابًا”.
في سرخس… أهالي القرى يغلقون الطرق بعد سلسلة حوادث قاتلة
في ريف سرخس، أقدم الأهالي على إغلاق طريق رئيسي احتجاجًا على الوضع الخطير لطريق غير مُعبّد أدى إلى سلسلة من الحوادث المميتة. الأهالي قالوا إنهم انتظروا وعودًا لسنوات من دون نتيجة، واضطروا الآن للتحرك بأنفسهم.
الغضب ينفجر… سائق مَحمْل يُسقط عمود كهرباء
في إحدى المدن، أقدم مواطن غاضب على إسقاط عمود كهرباء باستخدام مَحمْل ، في رد فعل عنيف على الانقطاع المتكرّر للتيار الكهربائي. ورغم الطابع الفردي لهذا التصرف، إلا أنه يعكس حالة غليان عام تُخفيها العتمة المفروضة على البلاد.
في جیلان… أصحاب المخابز والصناعات: “الظلام يُفلسنا”
احتشد صنّاع ومخابز محافظة جیلان أمام مقر المحافظة، محتجين على الانقطاع المنهجي للكهرباء في أوقات الذروة، مما يؤدي إلى توقف الأفران وخطوط الإنتاج.
قال أحدهم: “كل يوم، يقطعون الكهرباء في نفس الساعة، يتوقّف العمل، ويتشتت العمال، ثم يأتون لتحصيل الضرائب والغرامات!”.
في الأهواز… متقاعدو النفط يحتجّون تحت لهيب 40 درجة
تظاهر متقاعدو شركة النفط في الأهواز للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وسط أجواء خانقة تخطت فيها الحرارة 40 درجة مئوية، دون مياه باردة أو كهرباء.
القطاع الإنتاجي ينهار… والدولة تطلب من العمال “الصبر والدفع”
في بلدٍ تُدار فيه الثروات من قبل نُخبة عسكرية دينية، لا يجد المنتج والصانع سوى قطع الكهرباء، وفرض الضرائب، وتأخير الرواتب.
قال أحد أصحاب المصانع: “كل شيء ينهار. الكهرباء غير موجودة، العمال بلا أجر، وكل ما يأتي من الدولة هو الجباية والتهديد”.
إيران اليوم… سلسلة احتجاجات تكشف خريطة الانهيار الشامل
الاحتجاجات المتزامنة من الشمال إلى الجنوب ليست مصادفة. إنها خريطة غضب مرسومة على جسد وطن يُستنزف:
فلاح محروم من الماء
عامل بلا عمل
عجوز بلا تقاعد
شارع بلا إنارة
بيت بلا ماء
ومواطن بلا أمل
وتتعامل سلطات النظام الإيراني مع هذه الصرخات باللا مبالاة الكاملة. لا ردّ، لا حلول، لا اعتراف، فقط إنكار واتهام الخارج.
لكن الشارع يقول الآن بصوت واضح:
“عدوّنا هنا، لا في أميركا. هذا الخراب من صُنع نظام يسرق، ثم يُحاسب الضحية”.