موقع المجلس:
نشرت صحيفة “فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ” الألمانية تقريرًا مؤلمًا للكاتب أندرياس بلاتهوس (Andreas Platthaus)، رئيس قسم “الأدب” و”الحياة الأدبية” في الصحيفة، حول قضية الشاعر الإيراني المعارض أمین فرح آور، المعروف باسمه الأدبي “شيدا”، والذي صدر بحقه حكم بالإعدام من قبل النظام الإيراني بسبب قصائده السياسية.
ووفقًا للتقرير، فإن “شيدا”، واسمه الحقيقي أمین فرح آور، كاتب وشاعر من الأقلية الجيلاكية، اعتقل بسبب قصائده التي تعارض النظام وتنتقد سياساته. وجاء في التقرير أن “تم إصدار الحكم بالإعدام بحق فراه آور الأسبوع الماضي في محكمة ثورية داخل سجن لاكان سيء الصيت في مدينة رشت شمال البلاد”.
وأكدت الصحيفة أن “محاكمة فراه آور تمت عبر جلسة سريعة وغير علنية، دون حضور محامٍ مستقل”، مضيفة أن “سجن لاكان معروف بكونه موقعًا رئيسيًا لتنفيذ الإعدامات في إيران”.
واستند التقرير إلى بيان صادر عن منظمة PEN Berlin، نقلاً عن منظمة حقوق الإنسان الإيرانية التي أفادت أن “أمین فرح آور اتُهم بالتمرد المسلح وشنّ حرب ضد الله”. وذكرت المنظمة أن “القاضي الذي أصدر الحكم يُدعى أحمد درويش گفتار”.
وأوضحت الصحيفة أن “فرح آور كتب قصائد سياسية تندد بتدمير البيئة وغياب العدالة الاجتماعية”، كما أنه “انتقد قطع الغابات وبيع الأراضي بطرق غير شرعية وتهجير المزارعين المحليين من محافظة جيلان”.
وذكرت “فرانكفورتر ألغيماينه” أن “الكاتب المعتقل ينتمي إلى الأقلية الجيلكية التي تسكن مناطق جنوب بحر قزوين”، لافتة إلى أن “مدينة رشت، حيث يُحتجز، هي عاصمة محافظة جيلان”.
ويقول التقرير إن “الاسم الأدبي الذي اختاره فرح آور – شيدا – يرمز إلى شاعر فارسي قديم من الجنوب الإيراني أُعدم في عام 1920″، مشيرًا إلى أن “تقاليد الشعر الفارسي تحتفي باستخدام الأسماء الرمزية”.
وبحسب أقاربه، “تعرض فرح آورخلال أول شهرين من اعتقاله لتعذيب شديد في مركز احتجاز تابع للشرطة”. وأضافت الصحيفة أن “وضعه الصحي تدهور بشكل حاد، وقد تم نقله أكثر من مرة إلى المستشفى بسبب مشاكل حادة في الجهاز الهضمي”.
فرح آور يُعرف باسم شيدا داخل إيران، وقد تم اعتقاله في سبتمبر الماضي، وحُكم عليه بالإعدام في محاكمة سرية داخل سجن لاكان. القاضي المسؤول عن المحاكمة يُدعى أحمد درويش کفتار، وُجهت له تهمة الحرب ضد الله، وقد انتقد في قصائده قطع الغابات والفساد البيئي، ودافع عن العدالة الاجتماعية وحقوق المزارعين، وشدد على رفض تهجير الفلاحين المحليين. ينتمي إلى أقلية الجيلاكيين في شمال إيران. تدهورت حالته الصحية في السجن، وتعرض لتعذيب شديد في أول شهرين، وتم نقله إلى المستشفى بسبب آلام حادة. سجن لاكان يُعرف كموقع لتنفيذ الإعدامات. اعتمد التقرير على بيان PEN Berlin، والاسم الأدبي شيدا له دلالة رمزية في الأدب الفارسي.
ويعد هذا الحكم الجديد بحق شاعر لمجرد التعبير بالكلمة نموذجًا صارخًا لما وصفه التقرير بـ”قمع الحريات في إيران، وخاصة حرية التعبير والفكر”. كما دعا التقرير في نهايته المؤسسات الدولية إلى “التحرك العاجل لإنقاذ حياة الشاعر وإيقاف تنفيذ الحكم“.