بحزاني – منى سالم الجبوري:
بعد أکثر من 4 عقود من حکم قمعي إستبدادي للنظام الايرانيوما تسبب به من ظلم إستثنائي للشعب وزيادة معاناته وحرمانهوبعد کل المشاکل والازمات والحروب التي أثارها في المنطقة وتسبب بزعزعة أمنها وإستقرار وبعد کل التهديد الذي قام ويقوم به للسلام والامن الدولي ولاسيما من حيث تصديره للتطرف والازمات وتدخله في مناطق الحروب والازمات وسعيه لتعميقها وجعلها أکثر خطورة، فإن النظام الايراني وهو يواجه أوضاعا بالغة الخطورة ويجد مصيره على کف عفريت، فإنه يبذل جهودا کبيرة جدا من أجل المحافظة على نفسه والحيلولة دون سقوطه.
على مر العقود الماضية وکلما کانت الاجواء والاوضاع ملائمة له فإنه کان يکشر عن أنيابه ويتنمر على شعبه وعلى بلدان المنطقة والعالم ويعمل من أجل فرض إملائاته عليها، لکنه وعندما يشعر بالضعف ويرى إنه مهدد ولا يمتلك القوة الکافية لرد ذلك التهديد، فإنه يسعى للظهور بمظهر الوديع المسالم الذي يريد السلام والامن والاستقرار ويکره إثارة الحروب والمشاکل.
في الوقت الحاضر، بعد سلسلة الانتفاضات الشعبية المعادية للنظام والتي جسدت مدى تعمق الرفض الشعبي ضده وزيادة دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق اایرانیة في تنسيق وتوجيه عملية الصراع والمواجهة ضد النظام، وبعد الهزائم القاسية التي مني بها هذا النظام على صعيد المنطقة وتزايد عزلته الدولية وإشتداد العقوبات الدولية المفروضة عليه، وبعد أن وجد نفسه مرغما على الذهاب الى طاولة التفاوض والتملص من کل إدعاءات رفضهومقاطعته للتفاوض، فإن النظام يتخوف کثير ويشعر بأن وجوده مهدد أکثر من أي وقت آخر، ولذلك يحاول التحرك على مختلف الاصعدة من أجل العمل على ضمان عدم سقوطه والحصول على ضوء أخضر يضمن بقائه.
الملفت للنظر إن هذا النظام يحاول خلال الوقت الحاضر وأکثر من أي وقت مضى على إظهار نفسه بمظهر الحمل الوديع والتصرف على إنه أکثر طرف يحرص على السلام والامن ويقف ضد ضد الحروب والانقسامات، مثلما إنه يحاول داخليا إظهار نفسه أمام شعبە“الذي لا يثق به مثقال ذرة” على إنه حريص على مصالحه ويسعى للذود عنها، کما يضاعف من مزاعمه بشأن سلمية برنامجه النووي ومن إنه لا يريد إنتاج أسلحة ذرية في حين إن کل مزاعمه هذه هي مجرد هواء في شبك وکذب فاضح وضحك على الذقون، لکن الملاحظة المهمة هنا هي إن کل هذه المظاهر التي يسعى النظام الايراني للظهور بها، لم تعد بإمکانها أن تقنع أحدا وإن تجربة ال46 عاما المنصرمة أکدت وأثبتت بکل وضوح إنه لا يمکن الإطمئنان والرکون الى هذا النظام لأنه ما أن يعود لوضعه السابق وتسنح له الظروف فإنه يعود الى ما کان عليه، ولذلك فإن الحقيقة التي تفرض نفسها بقوة هي إن في إيران لا ينفع سوى تغيير النظام وإقامة الجمهورية الديمقراطية التي يريدها الشعب.