موقع المجلس:
اجتاحت موجة من الاحتجاجات مدناً متعدّدة في إيران في السادس من ابریل2025. و إضافةً إلى عائلات السجناء السياسيين، شملت خبّازين، عمّالاً، كسبة، ومواطنين غاضبين من انقطاع الكهرباء،. ورغم تنوّع الشعارات والمطالب، فإن القاسم المشترك بينها هو العجز الفادح للنظام الإيراني عن الاستجابة، وتراكم الغضب الشعبي الذي بات يهدّد بانفجارٍ قادم.
صوت الخبز يتحوّل إلى صرخة جماعية: احتجاجات نارية للخبّازين في طهران، أصفهان، كرمانشاه، مازندران
من طهران إلى أصفهان، ومن كرمانشاه إلى مازندران، خرج أصحاب المخابز إلى الشارع هاتفين: “لا نريد وعوداً… نريد حلولاً!” الاحتجاجات اندلعت رفضاً لعدم صرف الدعم الحكومي، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتجاهل السلطات لمطالب النقابات. في كرمانشاه، كان الصمت هو اللغة الوحيدة؛ لا هتافات ولا صراخ… فقط لافتات تحكي عن وجعٍ أعمق من أن يُقال. أما في طهران، فقد دوّى صوت الغضب في قلب العاصمة: “نحن نخبز الخبز… لا نصنع المعجزات!” لقد تحوّلت الأفران من رموز للحياة إلى رموز للغليان الشعبي.
كجساران: عمّال النفط يطالبون بالتثبيت الوظيفي بعد سنوات من الاستغلال
تجمّع عمّال قطاع النفط في كجساران أمام القائممقامية، للمطالبة بتثبيتهم بعد أكثر من عشر سنوات من العمل المؤقّت. وصفوا الانتظار الطويل والوعود الفارغة بالمهزلة، مؤكدين أن حقوقهم لا يمكن أن تُعلَّق إلى ما لا نهاية.
أردكان: احتجاجات على انقطاع الكهرباء تتحوّل إلى قطع الطرق
في أردكان، خرج المواطنون الغاضبون بسبب الانقطاعات العشوائية للتيار الكهربائي وقطعوا الطريق أمام دائرة الكهرباء. قال أحدهم: “حتى يعود النور… لن نفتح الطريق”، في تعبير مباشر عن انسداد الأفق وفقدان الثقة الكاملة بالسلطات.
إيفين – طهران: “ثلاثاء لا للإعدام” يستمر للأسبوع الـ67
في مقابل سجن إيفين بطهران، تظاهر عدد من عائلات السجناء السياسيين ضمن حملة “ثلاثاء لا للإعدام”، حاملين صور أبنائهم ومطالبين بوقف الأحكام الجائرة. أسبوعاً بعد أسبوع، تستمر هذه الحملة في التذكير بأن العدالة مفقودة في نظام لا يملك من أدوات الردّ إلا المقصلة.
نظام عاجز… وشعب في طريقه إلى الانفجار
ما يجري اليوم ليس سوى صورة مصغّرة عن مأزق أوسع يعيشه النظام الإيراني. الفقر، انقطاع الكهرباء، البطالة، تدمير المهن الصغيرة، والتوسّع في الإعدامات، ليست ظواهر منفصلة، بل حلقات في سلسلة نظام لا يملك لا الرؤية ولا الإرادة ولا القدرة على الإصلاح.
وفيما يواصل المسؤولون إلقاء الوعود من خلف الأبواب المغلقة، يتقدّم الناس إلى الشوارع، حيث تتحوّل المطالب اليومية إلى مواقف سياسية، والصرخات الصامتة إلى علامات تمهّد لانفجار شعبي وشيك. لقد أثبتت التجارب أن الغضب حين لا يُسمَع… يُفجّر.