الانفجار الهائل الذي هز بندر عباس
بحزاني – منى سالم الجبوري:
منذ أن بدأ العدل التنازلي لدور وتأثير النظام الايراني في المنطقة ولاسيما بعد إنحسار نفوذه وهيمنته على لبنان وسوريا حيث کانا بمثابة قاعدتي إنطلاق أساسية لتنفيذ مخططاته المشبوهة التي تستهدف الامن والاستقرار في المنطقة والعالم من أجل إبتزازهم وفرض خيارات النظام المشبوهة عليهم، فإن أوضاع النظام تتفاقم أکثر فأکثر مع مرور الايام مع ضرورة الاخذ بنظر الاعتبار والاهمية التزايد المضطرد في التحرکات الاحتجاجية ضد النظام وتصاعد العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة في سائر أرجاء إيران وتزايد القناعة الشعبية بأن إسقاط النظام هو السبيل الوحيد لتحسين الاوضاع في إيران، فإن هذا النظام يعيش حالة من القلق واليأس ويزداد تخوفه من الاحتمالات بإندلاع إنتفاضة شعبية ضده، ولکن ومع ذلك فإن الاوضاع تزداد غموضا وإبهاما في إيران وتزداد تعقيدا مما يدل إن النظام يعاني
وبشکل واضح من عجز فاضح في السيطرة على الاوضاع.
بهذا الصدد، فإن الانفجار الهائل الذي هز بندر عباس قد لفت أنظار العالم ولاسيما وقد ظهر عجز النظام ليس عن السيطرة عليه وإنما حتى على توضيح أسبابه علما بأنه وبحسب مصادر مطلعة فإنه لا تزال الأبعاد الحقيقية للخسائر البشرية والمادية، وأسباب وكيفية وقوع الكارثة، غارقة في غموض متعمد من قبل النظام.
وأشارت التقارير إلى حدوث انفجارات إضافية، وامتداد ألسنة اللهب، وتحطم نوافذ المباني ضمن دائرة تمتد لعدة كيلومترات. وقد اعترف النظام حتى ظهر الأحد بإصابة أكثر من 1200 شخص ومقتل 36 آخرين، بينما أعلن لاحقا محافظ هرمزغان عن ارتفاع عدد القتلى إلى 40.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شركة آمبري الأمنية الخاصة أن بندر عباس استقبل في مارس الماضي شحنة وقود صواريخ بيركلورات الصوديوم، أرسلت من الصين عبر سفينتين، بهدف تعزيز المخزون الصاروخي للنظام الإيراني. ووفقا لما ذكرته آمبري، فإن الحريق نجم عن سوء إدارة لهذه المواد شديدة الخطورة.
وتكشف سلسلة التصريحات المتضاربة وعدم الشفافية الرسمية بوضوح عن الدور المشبوه لـحرس النظام الإيراني.
ففي مسعى محموم لطمس الحقائق، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع، طلائي نيك، مدعيا أنه لا توجد أية شحنة عسكرية أو وقود صاروخي في نطاق الحادث أو في كامل ميناء رجائي.
من جانبها فإن صحيفة فرهيختغان التابعة لعلي أكبر ولايتي، مستشار خامنئي، أقرت بأن لا وجود لـ تقرير صريح وشامل حول الكارثة، وطرحت فرضيتين: إما أن الانفجار كان نتيجة عمل تخريبيمتزامن مع المفاوضات الجارية، أو نجم عن الإهمال الداخلي وسوء إدارة المواد المخزنة.
وفي أعقاب هذه الکارثة الدامية، فقد أكد الناطق باسم مجاهدي خلق إن المسؤول الأول عن هذه الجريمة ليس سوى حرس النظام الإيراني وخامنئي، بسبب تهريبهم لمواد متفجرة من مختلف البلدان بهدف تصنيع الصواريخ والأسلحة. ولهذا السبب.