موقع المجلس:
احتجاجات متصاعدة في مدن إيران ضد القمع والفقر والإهمال عمت المدن الایرانیة في يوم العمال العالمي.
لذلك لم تكن شوارع إيران ساحة احتفال، بل تحوّلت إلى ميادين صرخة، حيث خرج العمّال، المعلّمون، المتقاعدون، والطلّاب في مدن متعددة ليعبّروا عن سخطهم العميق تجاه نظامٍ لم يورّثهم سوى الفقر والخذلان.
من الشمال إلى الجنوب، ومن المدن الصناعية إلى الريف، تكرّرت الشعارات ذاتها: “الكرامة، المعیشة، الأمن الوظيفي”. لكن هذه المرة، كانت الرسالة أوضح: الشعب الإيراني لم يعد يتحمل، والدماء التي سالت في بندر عباس كانت القشّة التي قصمت ظهر الصمت.
قزوين – صرخة حق في وجه الإسكان الوهمي: تجمّع عدد من المواطنين أمام الدوائر الحكومية في قزوين احتجاجًا على تجاهل الحكومة لتنفيذ مشروع الإسكان الوطني. هتف المتظاهرون: “البيت حقّنا، وليس منّة”، مطالبين بالشفافية والمحاسبة بعد شهور من الوعود الفارغة.
شيراز وهرسين وإسلامآباد – المعلّمون يصرخون في وجه الإهمال: رغم التهديدات والاستدعاءات الأمنية، تجمّع عشرات المعلمين في هذه المدن أمام إدارات التربية، رافعين لافتات تطالب بالكرامة والعدالة. قالوا: “لا تهنئونا بأسبوع المعلم… أعطونا حقوقنا”، و”المعلم لا يطيع السكوت، بل يطالب بالعدل”.
كرمانشاه – تقاطع الغضب بين العمّال والمعلّمين: في مشهد موحّد، تجمّع العمال والمعلّمون والمتقاعدون في كرمانشاه، ليطلقوا نداءً مشتركًا ضد التهميش، الفقر، والتمييز. رددوا: “من المناجم إلى الموانئ… مواقع قتل العمّال”، و”عامل ومعلّم… اتّحدوا- اتّحدوا “.
أصفهان – موكب الشاحنات حدادًا وغضبًا: شهدت شوارع أصفهان موكبًا صامتًا لشاحنات حملت الرايات السوداء وأطفأت أبواقها، تخليدًا لذكرى زملائهم الذين قضوا في كارثة بندر عباس. كانت هذه المبادرة رمزية لكن ذات رسالة قوية: “رأينا… لن ننسى… وسنصمد حتى تحقيق العدالة”.
رشت – صرخة الخبّازين من قلب التنور: وقف خبّازو رشت أمام مبنى المحافظة، يعبّرون عن غضبهم من الوضع الاقتصادي والظلم الواقع عليهم. أحدهم صاح: “لعنة الله على المسؤولين عديمي الضمير… ماذا فعلنا لنُظلم هكذا؟”. إنها صرخة من قلب النار، تطلب الخبز والعدالة.
كرمانشاه من جديد – موكب الشاحنات في الرثاء والاحتجاج: انطلقت شاحنات كرمانشاه في رَجّة صامتة، تخليدًا لذكرى السائقين الذين قضوا في بندر رجائي. المتظاهرون أكدوا أنهم لم يفقدوا زملاء، بل إخوة، وأن ما حدث لم يكن مجرد انفجار، بل تجسيدًا للفساد واللا مسؤولية.
طلاب نوشیرواني – الشموع تفضح الصمت: في بابل، أوقد طلاب جامعة نوشیرواني الشموع ورفعوا لافتات تضامن مع ضحايا بندر عباس. رددوا: “الجامعة حيّة لأن الشعب حيّ”، مؤكدين أن الأكاديميا ليست خارج معادلة المقاومة.
ما شهدته إيران في يوم العمال العالمي لم يكن مجرد سلسلة احتجاجات قطاعية، بل كان مشهدًا وطنيًا موحّدًا لصوتٍ واحد: “كفى استبدادًا وتجويعًا”. من وقفات الصمت إلى هتافات الشوارع، ومن لافتات الطلّاب إلى شاحنات السائقين، كلّها دلائل على أن الشعب الإيراني قد بلغ ذروة الغليان.
والمشهد في بندر عباس، وما تبعه من غضب وتعاطف، كشف أن الحرس هو المتّهم الأول في نظر الشارع، وأن الصبر الشعبي على وشك أن يتحوّل إلى غضب عارم يهدد كيان النظام برمّته.