أوروبا تلوّح بالعقوبات ومخاوف في طهران من خنق اقتصادي شامل
حدیث الیوم:
موقع المجلس:
تصاعدت في الآونة الآخیرة وتیرت استجداء صريحة من جانب نظام الملالي تجاه العواصم الأوروبية، في وقت الذي تتصاعد فيه المخاوف داخل طهران من تفعيل “آلية الزناد” التي من شأنها إعادة فرض العقوبات الدولية بشكل تلقائي.
ولقد دخل النظام الإيراني مرحلة استجداء صريحة تجاه العواصم الأوروبية، أملاً في كبح هذه الآلية التي قد تعيد الملف الإيراني إلى مربع العزلة الكاملة.
وجاء الموقف الأوروبي الأكثر وضوحاً مساء يوم الإثنين، حين صرّح وزير الخارجية الفرنسي، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أن بلاده “لن تتردد في إعادة فرض العقوبات الأممية” إذا لم تفضِ المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني إلى نتائج ملموسة.
الوزير الفرنسي، الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، شدد على أن إعادة العقوبات ستُفضي إلى “حرمان دائم لإيران من الوصول إلى التكنولوجيا والأسواق والاستثمارات الأوروبية”، وهو ما وصفه بمثابة ضربة مدمّرة للاقتصاد الإيراني المتهاوي.
اقتراح لقاء طارئ في روما
وبحسب وكالة “رويترز”، فإن النظام الإيراني تقدّم قبل ذلك بيوم واحد باقتراح لعقد لقاء مع الترويكا الأوروبية – فرنسا وألمانيا وبريطانيا – في العاصمة الإيطالية روما يوم الجمعة المقبل، قبيل الجولة الجديدة من المحادثات غير المباشرة مع واشنطن. الهدف من هذا اللقاء، كما أوردت التسريبات، يتمثل في تقييم موقف الأوروبيين من تفعيل آلية الزناد، مع محاولة إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة لتفادي الانفجار السياسي والدبلوماسي.
مصدر في طهران أكّد للوكالة أن الاقتراح قدّمه النظام رسميًا، غير أن العواصم الأوروبية لم ترد حتى الآن.
وفي سياق متصل، وضمن ما بات يوصف بـ”الدبلوماسية الخاضعة للقلق“، وجّه وزير خارجية النظام عباس عراقچي رسائل متتالية إلى باريس ولندن وبرلين، مذكّراً بلقائه السابق مع نظرائه الأوروبيين في نيويورك خلال سبتمبر الماضي، حيث – بحسب تعبيره – “قدّم بديلاً للتصعيد يقوم على التعاون لا المواجهة”.
وقال عراقچي في رسالته: “اقترحت التعاون في القضايا النووية وغيرها مما يمثّل مصالح ومخاوف مشتركة، لكن الأوروبيين اختاروا الطريق الصعب”.
وأضاف: “بعد مشاوراتي مع بكين وموسكو، أنا مستعد للقيام بأول خطوة عبر زيارة باريس وبرلين ولندن”.
لكن اللافت أن رسائل عراقچي حملت نبرة استجداء مكسوّة بمسحة تهديد، حين تابع قائلاً: “كنت على استعداد للتحرك قبل بدء الحوار غير المباشر مع أمريكا، لكن الأوروبيين لم يغتنموا الفرصة”.
ورغم هذا الخطاب اللين، عاد النظام ليهدد مجددًا بالخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) إذا تم تفعيل آلية الزناد، بحسب تصريحات نقلتها وكالة “مهر” عن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في برلمان النظام.
وقال المتحدث إن اللقاء الذي جمع اللجنة بـ”تخت روانچي”، عضو الفريق المفاوض، شدد على أن “النظام يحتفظ بخياراته، ومنها الانسحاب من NPT”.
هذا التخبّط بين التهديد والاستجداء، وفقاً لمراقبين، يعكس عمق المأزق الذي يعيشه النظام الإيراني الغارق في أزماته الداخلية والخارجية، خصوصاً في ظل الغليان الشعبي وتصاعد الرفض الإقليمي والدولي لسلوك طهران.
ويؤكد متابعون للشأن الإيراني أن النظام، عبر تاريخه، مارس سياسة “الخداع النووي” وتهرّب من كل المعاهدات الدولية الجدية. وفي هذا السياق، كانت السيدة مريم رجوي، رئيسة جمهورية المقاومة الإيرانية، قد حذّرت قبل عشرة أعوام من أن تجاوز ستة قرارات صادرة عن مجلس الأمن من خلال اتفاق غير موقّع، لا يشكل ضمانة لمنع النظام من امتلاك القنبلة الذرية.
وتؤكد المقاومة الإيرانية أن السبيل الوحيد لوقف المشروع النووي للنظام الإيراني هو تفعيل آلية الزناد المنصوص عليها في القرار 2231 لمجلس الأمن، وإعادة العمل بالقرارات الستة السابقة التي وُضعت للحد من أنشطة النظام النووية المشبوهة.