الاحتجاجات داخل ایران-آرشیف
بحزاني – منى سالم الجبوري:
في مرحلة حساسة غير مسبوقة يمر بها النظام الايراني حيث يشهد فيه إشتداد الضغط الداخلي وتتصاعد التهديدات الخارجية، لم يجد المرشد الاعلى للنظام خامنئي بدا من القبولبمبدأ التفاوض مع الولايات المتحدة، بعد أن كان يصفه بأنه “عملغير شريف وغير عاقل“. لكن، وبينما التزم الصمت لأيام، خرجأخيرا بلغة مبهمة تنم عن حرج داخلي وارتباك سياسي غيرمسبوق.
خلال اللقاء الذي أجراه مع رٶساء السلطات الثلاث في 15 أبريل، بذل خامنئي ما بوسعه من أجل التبرير للتغيير الکبيرالذي طرأ على موقفه من المفاوضات وقال بلغة تتسم بالابهام والضبابية:” لا ينبغي أن نكون مفرطين في التفاؤل أو التشاؤم تجاه هذه المحادثات، هي خطوة تقررت وبدأ تنفيذها، ويجب متابعتها بدقة… المحادثات قد تنجح أو تفشل. نحن لا نثقبالطرف المقابل، لكننا نثق بإمكاناتنا“، وهذه العبارات، رغم تحفظها الظاهري فإنها تحمل في طياتها تراجعا تکتيکيا حذرا أمام تصاعدالازمات الحادة التي تواجه النظام ويعاني من جرائها الامرين.
المثير في الامر، إن خامنئي وقبل شهرين فقط، كان قد صرح بأن“التفاوض مع أميركا غير عاقل وغير شريف“، معتبرا أن واشنطنخرقت الاتفاق السابق وانسحبت منه. فكيف عادت الآن إلى طاولةالحوار مع من وصفه بأنه “قاتل قاسم سليماني“؟ لکن خامنئي ومن هذا الکلام الثقيل في تشدده عاد الى لغة مبهمة ليغطي على موقفه السابق الذي کان يتصور بأنه ومن خلاله قد يخدع ترامب ويجعله يتراجع في تهديداته ويظهر مرونة وليونة في مواقفه، لکنه وعلى العکس من ذلك قام بإرسال تلك الرسالة التي حملت في طياتها تهديدا واضحا لا غبار عليه.
لکن من المهم هنا لفت الانظار الى أن خطاب خامنئي الحالي يغوص في ضبابية وغموض من حيث عدم تحديد موقف واضح من تإييد أو رفض المفاوضات الجارية بل هو نوع من التلاعب بالکلمات والجمل والتعابير والهروب من أصل الموضوع بصورة شفافة وواضحة ومفهومة وکأنه يريد أن يتجاوز ما يجري حاليا وإحتواء الوضع المتأزم للنظام ولاسيما في خضم الانقسامات الحادة الجارية بين أجنحته.
خامنئي الذي يواجه تهديدات ترامب التي من الواضح إنها ليست مجرد هواء في شبك کتهديدات نظامه غير القابلة للتطبيق في حين إن ما قد هدد به ترامب قابل للتنفيذ، فإنه”أي خامنئي”، يجد نفسه ونظامه أمام وضع داخلي بالغ التأزم وشعب في ذروة غضبه ومن الممکن أن ينفجر کبرکان في أي لحظة وإنفجاره هذه المرة وفي هکذا ظروف سيکون إنفجار قد يٶدي الى زلزال سياسي يجعل النظام الحالي يجد نفسه الى حيث ذهب سلفه نظام الشاه.