شهداء مجزرة صیف عام 1988 في ایران
موقع المجلس:
خلال الملف الصوتي الثاني الذي تم نشره في یوم الاثنین 14 أبريل 2025، و الذي يوثّق لقاء السيد منتظري مع أعضاء ما يُعرف بـ«لجنة الموت» في ديسمبر 1988 (بيبيسي – 14 أبريل 2025). تم الكشف عن جوانب إضافية وحقائق عن إبادة مجاهدي خلق ومجزرة صیف عام 1988.
و لقد كشف هذا التسجيل، وهو جزء غير مكتمل من اللقاء الثاني، عن جوانب إضافية من الإبادة الجماعية التي استهدفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وكذلك الإعدامات التي طالت ناشطين من تيارات سياسية أخرى، بأوامر مباشرة من خميني السفّاح. التسجيل يشكل شهادة دامغة على صمود مجاهدي خلق على مواقفهم، ويؤكد شرعية مقاومتهم الثورية العادلة ضد نظام ولاية الفقيه.
قال السيد منتظري في هذا التسجيل، مشيرًا إلى حالة الغضب الشعبي من النظام وخميني:
«ولاية الفقيه باتت مقززة في نظر الناس… الناس تعبوا منهم… العائلات التي قُتل أولادها اليوم تقول: يبدو أن مجاهدي خلق كانوا على حق… لو كنا عاملناهم باللين والمحبة، لكان عددهم انخفض، لكننا نحن من نُسهم في زيادتهم».
وفي التسجيل الأول الذي نُشر عام 2016، قال السيد منتظري في 15 أغسطس 1988، وكان حينها النائب الرسمي لخميني، مخاطبًا أعضاء لجنة الموت، ومنهم رئيسي ونيري:
«أنتم ارتكبتم أكبر جريمة في تاريخ الجمهورية الإسلامية… هذه المجازر دون محاكمة، بحق أسرى في السجون، بالتأكيد ستنقلب في نهاية المطاف ضدنا، وسيديننا العالم».
ويكشف التسجيل الثاني عن واقعة مروّعة، حيث قال السيد منتظري إن النظام أعدم بشكل عاجل 300 مجاهدة أُسرن خلال عملية «الضياء الخالد» في محافظة كرمانشاه:
«جاؤوا بـ 300 فتاة قالوا إنهن اعتقلن في مرصاد(عملية الضياء الخالد) ، واثنتان منهن فرنسيتان. خلخالي قال: كنت هناك… قلت لهم: أعدموا الجميع، لكن لا تعدموا هاتين الفتاتين لأنهما فرنسيتان. فقالوا: لا، أعدموهما».
وفي مشهد آخر، يشير السيد منتظري إلى وصية إحدى المجاهدات البطلات من طهران، التي وقفت بشجاعة أمام جلادي النظام دون أن تتراجع عن مواقفها، ويقول:
«الوصية يشع منها نور… هذه الفتاة تؤمن بالله، بالنبي، وبالقرآن، بكل شيء، فقط تقول: لا أقبل الجمهورية الإسلامية بشكلها هذا، فهل يجوز إعدامها؟ هل هذا هو الفقه؟! »
وفي يوليو 2024، أصدر البروفيسور جاويد رحمان، المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، تقريره الأخير بعنوان “جرائم وحشية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، واعتبر فيه مجزرة عام 1988 جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية، وقال:
«توجد أدلة قوية على أن عمليات القتل الجماعي، والتعذيب، والانتهاكات غير الإنسانية الأخرى بحق أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قد نُفّذت بنيّة الإبادة الجماعية».
«عدد المتورطين في هذه الجرائم كبير جدًا، يشمل كبار مسؤولي النظام، القضاة الشرعيين، المدعين العامين، عناصر وزارة المخابرات، أعضاء لجنة الموت، ومَن سهّلوا ارتكاب هذه الفظائع، بما فيهم حراس السجون وعناصر حرس النظام الإيراني».
«يجب محاسبة كل من تورط في جرائم ضد الإنسانية في ثمانينات القرن الماضي، وينبغي أن تنتهي حالة الإفلات من العقاب في النظام الإيراني».