موقع المجلس:
أدلى البروفيسور آلخو فيدال كوادراس، الرئيس السابق للجنة الدولية للبحث عن العدالة ونائب الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي ، يوم الثلاثاء 12 أبريل 2025،
بشهادته أمام قاضي التحقيق سانتياغو بيدراس في المحكمة الوطنية الإسبانية، ضمن التحقيق القضائي حول محاولة اغتياله التي وقعت في العاصمة مدريد يوم 9 نوفمبر 2023.
“كل الأدلة تشير إلى نظام الملالي في طهران“
في مؤتمر صحفي عقده بعد الجلسة، وبُث مباشرة عبر التلفزيون الرسمي الإسباني، قال كوادراس:
“سارت جلسة الاستماع بشكل جيد للغاية. سألني القاضي عن يوم الحادثة، وعن مصدر الهجوم، وشرحت له أنشطتي داخل البرلمان الأوروبي في دعم المقاومة الإيرانية ضد ديكتاتورية إجرامية يقاومها الشعب الإيراني منذ 45 عامًا.”
أضاف:
“في ذلك اليوم كنت أعود من حديقة ريتيرو في مدريد. سمعت صوت رجل خلفي يقول: «مرحبًا سيدي»، وعندما التفتّ نحوه، أصابتني رصاصة في رأسي.”
وأكد كوادراس أن النظام الإيراني يحمل سجلًا حافلًا باغتيال معارضيه في الخارج، وأضاف:
“منذ عام 2018، حاول النظام مهاجمة شخصيات سياسية غربية، أمريكية وأوروبية. كل المعطيات تؤكد تورطه في محاولة اغتيالي.”
وأشار إلى أن اسمه كان في صدارة قائمة العقوبات الصادرة عن طهران في أكتوبر 2022، وأن القاضي بات الآن يملك هذه الوثائق ضمن الملف القضائي.
تفاصيل الحادثة: من الشارع إلى قسم العناية المركزة
روى كوادراس أمام القاضي ما جرى له في يوم الهجوم، حين كان يسير عائدًا من نزهة في الحديقة، فاقترب منه شخص، ناداه، ثم أطلق عليه النار من مسافة قريبة، وفرّ هاربًا.
وأضاف أنه استعاد وعيه بعد أربعة أيام في وحدة العناية المركزة، وهو لا يزال يعاني حتى اليوم من تنميل في الوجه، فقدان 40٪ من السمع، واضطراب ما بعد الصدمة.
وكشف أنه في سيارة الإسعاف، أبلغ المسعفين بأنه يشتبه بالنظام الإيراني، وطلب منهم إبلاغ الشرطة فورًا. كما قدّم هاتفه المحمول لضابط الأمن، وقد أُخذت شهادته لاحقًا ضمن ملف التحقيق.
المتهم الرئيسي وارتباطه بالنظام الإيراني
بحسب النيابة العامة، تم حتى الآن اعتقال تسعة أشخاص على صلة بالقضية، أبرزهم المنفذ المباشر للهجوم محـرز العياري، فرنسي الجنسية من أصل تونسي، يبلغ من العمر 37 عامًا.
وقد تم إلقاء القبض عليه في يونيو 2024 في مدينة هارلم الهولندية، بينما كان يستعد لتنفيذ هجوم آخر ضد صحفي إيراني معارض، وكان يحمل أدوات كسر لاقتحام منزله. وُصف العياري بأنه قاتل محترف، واعتقاله كشف عن خيوط محتملة تربط الجريمة بشبكة إجرامية تُعرف بـ”موكرو مافيا” ذات الأصول الهولندية-المغربية، والتي يُقال إنها تعمل لصالح النظام الإيراني.
أسماء المنظمات التي استهدف بسببها
أكد كوادراس للقاضي أنه مدرج على قوائم النظام الإيراني كعدو، سواء بصفته الشخصية أو كعضو وقيادي في منظمتين:
إحداهما مؤسسة دولية يديرها بالتعاون مع نواب آخرين في البرلمان الأوروبي
والأخرى منظمة كان يشغل فيها منصب الرئيس الفخري سابقًا
القاضي يملك مستندات تثبت أن النظام الإيراني اعتبره هدفًا “عدائيًا”، مما يدعم فرضية الدافع السياسي وراء محاولة اغتياله.
تشابه النمط… ودلالة سياسية واضحة
ذكر كوادراس أن النظام الإيراني دأب على استهداف معارضيه بالخارج بوسائل مشابهة، بدءًا من محاولات الاغتيال في أوروبا، مرورًا بخطط تفجير ضد معارضين في فرنسا وبلجيكا، وصولًا إلى عمليات قتل في تركيا وباكستان.
وأكد قائلًا:
“نحن أمام نظام دموي لا يتورع عن إرسال القتلة إلى شوارع العواصم الأوروبية.”
“لن أتوقف”
رغم إصابته الجسدية والنفسية، أصر كوادراس أمام الصحفيين على مواصلة مسيرته، وقال بحزم:
“لن أغيّر موقفي. بل سأتابع دعمي للمقاومة الإيرانية بقوة أكبر من أي وقت مضى، وبطاقة وإرادة أكثر. لن يثنيني هذا الهجوم عن قول الحقيقة.”