الجمعة, 18 أبريل 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارخامنئي بین الخطاب الدعائي الصاخب وواقع الضعف السياسي

خامنئي بین الخطاب الدعائي الصاخب وواقع الضعف السياسي

حدیث الیوم:
موقع المجلس:
خلال محاولة بائسة لرفع معنويات قواته و في مشهد يتّسم بتناقضٍ صارخ بين الخطاب الدعائي الصاخب وواقع الضعف السياسي والضغط الخارجي المتصاعد، أطلّ خامنئي في الثالث عشر من أبريل 2025 خلال اجتماع مع كبار قادة قواته المسلحة، مؤكدًا على ما سمّاه بـ “الجهوزية القصوى”، في وقت تتسارع فيه المؤشرات حول مفاوضات جارية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة، تحت وطأة تهديدات عسكرية واقتصادية متزايدة.

كلمة خامنئي، التي نُشرت عبر موقعه الرسمي، لم تكن إلا محاولة إعلامية لرفع معنويات قواته المهزوزة، بعد الضربات السياسية والدبلوماسية والأمنية التي تلقّاها النظام في الداخل والخارج. فبينما يؤكد خامنئي أنّ “الأعداء غاضبون من تقدّم الجمهورية الإسلامية”، يعترف في الوقت ذاته بوجود “صعوبات كبيرة” في البنية الاقتصادية، مع تراجع واضح في قدرة النظام على إدارة الأزمات الداخلية.

هذا التناقض يعكس ارتباكًا استراتيجيًا صارخًا، إذ لا يمكن لعقل سياسي راجح أن يُصدق أنّ نظامًا يرزح تحت وطأة العقوبات، ويئنّ من أزمة شرعية داخلية، ويهرول نحو التفاوض مع “الشيطان الأكبر”، يمكنه في ذات الوقت أن يزعم تحقيق “تقدّم يُحسد عليه” أو “مهابة دولية متزايدة”.

خامنئي، في خطابه، لم يقدّم سوى جرعة من الإنشاء المتكرر، متحدثًا عن أنّ “الذين يعرفون أوضاع العالم يُعجبون بعظمة إيران”، وأنّ “الجهوزية الحقيقية تتمثل في إرادة الشعب الإيراني”، وهي تعبيرات إنشائية فضفاضة لا تعكس الواقع القائم.

فالمجتمع الدولي، بدلًا من أن يُعجب بـ “الجهوزية الإيرانية”، يصدر الإدانات المتلاحقة ضد النظام الإيراني، سواء على خلفية الإعدامات السياسية، أو دعم الإرهاب، أو القمع الوحشي للمظاهرات الشعبية. أما في الداخل، فالمواطن الإيراني لم يَعُد يُبالي بخطابات “الهيبة الوطنية” بعدما أُرهق بالبطالة، والتضخم، وفقدان الأمل.

الرسالة الحقيقية… للداخل لا للخارج

ما يُفهم من خطاب خامنئي هو أنّه لم يكن موجّهًا إلى الغرب أو القوى الدولية، بل إلى أجهزته القمعية، وعلى رأسها حرس النظام، في محاولة لتثبيت تماسكها وسط تراجع الحافز والإيمان في أوساط عناصرها. ولهذا، تأتي دعوته إلى “الإيمان، واليقين، والشجاعة القصوى” في صفوف القوات المسلحة كإشارة إلى مخاوفه العميقة من التفكك والانهيار الداخلي.

وهنا تبرز مفارقة صارخة: إذا كانت القوات المسلحة بهذه الجهوزية والإيمان، فما الحاجة إذاً إلى العودة الخفية إلى طاولة المفاوضات مع العدو التقليدي؟!

ولم يخرج تصريح محمد باقري، رئيس هيئة الأركان التابعة لخامنئي، عن هذا السياق، حيث كرّر بدوره العبارات التقليدية حول “الجهوزية الكاملة للقوات المسلحة”، و”إفشال مخططات العدو”، دون تقديم أي مضمون جديد، ما يعكس فراغ الخطاب العسكري للنظام من أي مضمون واقعي أو استراتيجي.

خطاب خامنئي الأخير ليس سوى محاولة لصناعة مشهد دعائي مضاد للواقع. فالنظام الإيراني، الذي يُعاني داخليًا من عزلة شعبية خانقة، ويواجه خارجيًا ضغوطًا متزايدة، يجد نفسه اليوم مُجبرًا على استخدام أسلوب التهديد اللفظي لإخفاء التراجع الحقيقي على كافة الجبهات.

وفي ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية، وتنامي الغضب الإقليمي والدولي من سياسات النظام، فإنّ الزمن لم يعد في صالح دكتاتورية الولي الفقيه، وخطابات “الجهوزية القصوى” لن تنقذه من مآله المحتوم، بل قد تكون آخر الأوراق التي يُلوّح بها قبل السقوط النهائي.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.