صورة عن الجفاف في ایران
موقع المجلس:
یوم بع یوم بسبب تنفیذ المشاریع المدمرة التی یقوم بها نظام ولایة الفقیة فی ایران تتفاقم الکوارث البیئیة في البلاد. حیث تواجه إيران، في ظل حكم نظام الملالي معادٍ لإيران وشعبها، أزمةً عميقة في مجال الموارد المائية والبيئية، حيث باتت تداعياتها تُهدد ليس فقط المنظومات البيئية الطبيعية، بل معيشة ملايين المواطنين الإيرانيين. ووفقًا للتقارير المتوفرة، يتمّ استخراج نحو ۱.۷ مليار متر مكعب من المياه الجوفية سنويًا في البلاد، وهو ما يعادل ثمانية أضعاف سعة سد كرج (الذي تبلغ سعته التقريبية ۲۰۵ مليون متر مكعب).

صورة عن الجفاف في ایران
هذا الاستنزاف المفرط، إلى جانب تدمير المستنقعات والبحيرات وظاهرة هبوط الأراضي في أكثر من ۵۶ ألف كيلومتر مربع من مساحة البلاد، يعكس حجم الكارثة البيئية التي تتعمّق يومًا بعد يوم.
من المستنقعات إلى البحيرات… مشاهد الخراب
من أبرز مظاهر هذه الأزمة تدهور المستنقعات والبحيرات في إيران. فبحيرة أرومية التي كانت تحتوي في عام ۱۹۹۵ على ما يقارب ۳۲ مليار متر مكعب من المياه، انخفض حجمها إلى ۱.۶۳ مليار متر مكعب بحلول نهاية عام ۲۰۲۵ ، وبلغ منسوب مياهها ۱۲۷۰ مترًا فوق سطح البحر. هذا التراجع الهائل في منسوب المياه، رغم الميزانيات الطائلة التي خُصّصت لإنقاذ البحيرة، يدلّ على حجم الدمار من جهة، وفشل الإجراءات الحكومية من جهة أخرى.
عباس محمدي، الناشط البيئي ومدير مجموعة “مراقبي الجبال”، اعتبر هذا الوضع نتيجة مباشرة لسوء الإدارة، مؤكدًا أنّ تبريرات مثل انخفاض نسبة الأمطار أو الجفاف الموسمي لا تفسّر ما يحدث، لا سيّما وأنّ النمط ذاته يتكرّر في مناطق ذات مناخات مختلفة.
وفي جنوب شرق البلاد، جفّ مستنقع هامون بالكامل بعد أن كان يحتفظ سابقًا بـ۱۰ مليارات متر مكعب من المياه. وقد ساهم بناء السدود في أفغانستان على نهر هيرمند وتحويل مجراه، إضافة إلى مشاريع النظام داخل إيران مثل تشييد الجدران الحدودية التي تمنع تدفّق السيول، في تدمير هذا النظام البيئي. وفي غرب البلاد، يعاني مستنقع خان ميرزا بمحافظة جهارمحال وبختياري من ظاهرة الاحتراق الذاتي الموسمي بسبب تقلّص منسوب المياه وتوسّع النشاط الزراعي، الأمر الذي أدّى إلى تفاعلات كيميائية في تربته الكربونية. أما في الشمال، فقد تحول مستنقع أنزلي من عمق ۱۰ أمتار إلى نصف متر فقط، نتيجة تدفّق مياه الصرف الصحي والنفايات الزراعية والتوسّع العمراني العشوائي. هذه الحالات تؤكّد أنّ التدخّلات البشرية، وليس التغيّرات المناخية، هي السبب الرئيسي لهذا التدمير.
هبوط الأرض… نتيجة مباشرة للاستنزاف المائي
يُعدّ هبوط الأرض من الظواهر الصامتة لكن المدمّرة التي تُصنّف ضمن التحديات البيئية الأربعة الكبرى في إيران. وقد أدّت عمليات السحب العشوائي وغير المستدام من المياه الجوفية إلى ارتفاع كبير في معدل هبوط الأرض، إذ تشير الأدلة إلى أنّ المعدل في إيران يزيد عشرة أضعاف عن المتوسط العالمي، ويصل في بعض المناطق إلى ۵ ميليمترات سنويًا.
وتُظهر التقارير أنّ أكثر من ۳٪ من مساحة إيران، أي نحو ۵۶ ألف كيلومتر مربع (تعادل مساحة كرواتيا)، مهددة بهبوط سنوي يزيد على ۱۰ سنتيمتر. وفي محافظة كرمان، تصل هذه النسبة إلى ۳۵ سنتيمتر في السنة، مما يعرّض خمس سكان البلاد لخطر مباشر.
ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الإفراط في سحب المياه الجوفية، حيث يُستخرج سنويًا ۱.۷ مليار متر مكعب منها. ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي، فإن أكثر من ۸۵٪ من المياه المستهلكة في البلاد تأتي من المصادر الجوفية، في حين لا تتجاوز نسبة تغذيتها الطبيعية ۵۵٪ من كمية السحب.
هذه الأوضاع لا تضرّ فقط باستدامة الموارد المائية، بل تؤدّي إلى انهيار البُنى الجيولوجية، وتُفاقم من المخاطر البيئية والاقتصادية في مختلف أنحاء البلاد.
الأسباب الحقيقية والحل الجذري
يحاول نظام الولي الفقیه إلقاء اللوم على التغيرات المناخية أو نقص معدلات الأمطار السنوية، إلا أنّ المختصين يؤكدون أنّ العوامل المناخية لا تمثل سوى ۱۰٪ من جذور الأزمة، بينما ۹۰٪ منها تعود إلى السياسات المدمّرة، والنهب، والفساد المؤسّسي، وخاصة مصالح حرس النظام الإيراني الاقتصادية.
ومن البديهي أنّ السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة الوجودية التي أدّت إلى تدمير ۹۰٪ من المسطحات الرطبة وهبوط أراضي شاسعة، هو إسقاط هذا النظام المعادي لإيران وطبيعتها وشعبها.