موقع المجلس:
أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر مسؤولين بارزين في إدارته رسائل مباشرة وغير مسبوقة تجاه طهران. حیث ینذر هذا التصعيد الافت بمرحلة جديدة من المواجهة بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني.
و لقد وضع هذا التهدید النظام الایراني أمام خيارين لا ثالث لهما: الانصياع للشروط الأميركية أو مواجهة تبعات خطيرة. هذه التطورات تأتي في سياق إعادة تشكيل السياسات الأميركية في الشرق الأوسط، وسط إصرار من واشنطن على كبح تدخلات النظام الإيراني ودعمه للميليشيات في المنطقة، لا سيّما في اليمن.
الجنرال جاك كين، نائب رئيس أركان الجيش الأميركي السابق، وصف في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” لهجة الرئيس ترامب بـ”التحذير الصريح”، موضحاً أن الإدارة الأميركية وضعت النظام الإيراني في دائرة الاستهداف المباشر. وقال كين إن ترامب وجّه إنذاراً واضحاً لطهران لوقف دعمها لميليشيا الحوثي، بما في ذلك المعلومات الاستخباراتية والصواريخ والرادارات، معتبراً أن النظام الإيراني هو “الوحش الحقيقي” الذي يقف خلف كل ما يجري من تهديد للملاحة الدولية في البحر الأحمر ومحيطه.
وأشار كين إلى أن حديث ترامب عن “مفاوضات” لا يعكس رغبة فعلية في الحوار بقدر ما يمثل “إنذاراً نهائياً”، مضيفاً أن الرئيس الأميركي أبلغ النظام الإيراني بأن عليه تفكيك منشآته النووية، وإلا فسيواجه عواقب وخيمة في موعد محدد سلفاً. وتابع الجنرال قائلاً إن “لدينا فرصة تاريخية لتقويض دور النظام الإيراني بوصفه لاعباً خبيثاً في الشرق الأوسط طوال العقود الأربعة الماضية”.
وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن وزيرَي خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا ناقشا الملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى الأوضاع في الشرق الأوسط وملف الحرب الروسية – الأوكرانية. وشدد الجانبان على ضرورة منع النظام الإيراني من امتلاك أو تطوير سلاح نووي تحت أي ظرف.
في موازاة ذلك، أكد آدام كوهلر، المبعوث الخاص للرئيس ترامب، أن هناك تواصلاً مباشراً قد تم بين واشنطن وطهران، وأن الإدارة الأميركية منحت النظام الإيراني “مهلة واضحة” للاستجابة للشروط المطروحة. وأشار كوهلر في تصريحات لقناة “العربية” إلى أن طهران تعرف جيداً جدية الرئيس ترامب، مذكّراً بالعمليات التي نُفذت خلال ولايته السابقة ضد قاسم سليماني وكتائب حزب الله في العراق، مشدداً على أن لا مكان للإرهاب في المعادلة الجديدة التي ترسمها واشنطن.
من جهته، أعلن عباس عراقچي، وزير خارجية النظام، أن طهران بعثت بردّ رسمي على رسالة ترامب عن طريق سلطنة عمان، وأكد أن النظام لا يزال يرفض التفاوض المباشر في ظل ما وصفه بـ”الضغوط القصوى”، لكنه أشار في المقابل إلى انفتاح النظام على مواصلة “المفاوضات” غير المباشرة، وهي الصيغة التي اعتمدها خلال حكومتي روحاني ورئيسي.
أما كمال خرازي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس “المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية” التابع لـ[الولي الفقيه]، فقد وصف المواقف الأميركية الأخيرة بأنها تهدف إلى “خلق أوهام” داخل إيران، من خلال الإيحاء بأن هناك فرصة حقيقية لتحسين العلاقات بين البلدين. وقال إن ما يُعرض على طهران ليس سوى “فرض للشروط تحت التهديد والابتزاز”، مشدداً على أن النظام الإيراني لم يُغلق باب التفاوض، لكنه يسعى إلى اختبار جدية الطرف الآخر من خلال قنوات غير مباشرة.
خاتمة: مفترق طرق حاسم أمام الولي الفقيه
في ضوء هذه التطورات، بات [الولي الفقيه] الإيراني علي خامنئي أمام مفترق طرق حاسم لا يحتمل التأجيل. فإما أن يُذعن لشروط الإدارة الأميركية وينهي المشاريع النووية والدعم العسكري للميليشيات، أو أن يختار طريق المواجهة المباشرة مع واشنطن وتحالفاتها. لكن المؤكد أن مرحلة المماطلة والمناورات السياسية قد انتهت، وأن زمن المهادنة مع النظام الإيراني قد ولى دون رجعة.