موقع المجلس:
أصدرت شرطة الأمن السويدية (سابو) تقريرها السنوي لعام 2024، والذي يتألف من 52 صفحة، حيث خصصت أجزاءً منه لاستعراض التهديدات المختلفة التي يشكلها النظام الإيراني، لا سيما فيما يتعلق بمؤامراته الإرهابية، والتجسس، والهجمات الإلكترونية ضد المعارضين الإيرانيين في السويد.
ووفقًا للتقرير، فإن جزءًا أساسيًا من أنشطة النظام الإيراني الخارجية يتركز على مراقبة وقمع الحركات المعارضة والجاليات الإيرانية، بغض النظر عن أماكن وجودهم في العالم. وأشار التقرير إلى أن النظام يمارس ضغوطًا وتهديدات ليس فقط على المعارضين، بل حتى على أفراد عائلاتهم، حيث يمكن استغلال الجنسية الإيرانية أو السفر إلى إيران أو العلاقات العائلية أو الممتلكات داخل البلاد كعوامل ضعف، يتم توظيفها من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية لجمع المعلومات أو التأثير على الأفراد ودفعهم نحو مواقف موالية للنظام.
تصاعد الأنشطة الاستخباراتية للنظام الإيراني في السويد
أكد التقرير أن شرطة الأمن السويدية رصدت خلال العام الماضي زيادة في أنشطة النظام الإيراني داخل السويد، حيث لجأ النظام إلى توظيف عصابات إجرامية لتنفيذ عمليات تهديد وترهيب ضد معارضيه. كما سلط التقرير الضوء على محاولات النظام الإيراني الحصول على التكنولوجيا والمعرفة من السويد، بما في ذلك الالتفاف على العقوبات عبر الاستفادة من المؤسسات التعليمية السويدية أو شراء منتجات ذات استخدام مزدوج، مما قد يسهم في تطوير أسلحة الدمار الشامل أو أنظمة حمل الأسلحة.
وأشار التقرير إلى أن إيران تركز بشكل خاص على تأمين التكنولوجيا والمواد التي يمكن استخدامها في صناعة الأسلحة المحظورة. وذكر مثالًا على ذلك شراء معدات صناعية تُستخدم لأغراض مدنية، لكنها في الوقت ذاته قد تساهم في تطوير أسلحة الدمار الشامل.
الهجمات الإلكترونية والتجسس ضد المعارضين
كشف التقرير أن أجهزة الأمن والمخابرات التابعة للنظام الإيراني نفذت هجمات إلكترونية ضد معارضين في السويد، وذلك عبر اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب الخاصة بهم لمراقبة أنشطتهم واتصالاتهم. وأوضح التقرير أن النظام يستخدم خوادم منتشرة في أنحاء العالم لتوجيه البرامج الضارة التي يتم تثبيتها على الأجهزة المخترقة، مما يمكنه من التجسس وسرقة المعلومات.
وأفاد التقرير بأن مراقبة المعارضين من خلال الهجمات الإلكترونية تُعد أسلوبًا معروفًا تستخدمه طهران، وأن شرطة الأمن السويدية فتحت عدة ملفات تحقيق تتعلق بهذه الأنشطة. ووفقًا للوثائق، فقد تمكن النظام الإيراني من اختراق أجهزة معارضين واستخراج بياناتهم، ما يشكل خطرًا كبيرًا على أمن الأفراد المستهدفين.
الخلاصة
يكشف تقرير سابو أن النظام الإيراني يواصل تصعيد أنشطته العدائية ضد المعارضة الإيرانية في الخارج، بما في ذلك استخدام التهديدات، والتجسس، والابتزاز، والهجمات الإلكترونية. كما يشير التقرير إلى أن النظام يستغل الموارد المتاحة في السويد للالتفاف على العقوبات المفروضة عليه في إطار سعيه لامتلاك تكنولوجيا متقدمة لأغراض عسكرية. وتوصي السلطات السويدية بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الأفراد المستهدفين والتصدي للأنشطة الاستخباراتية الإيرانية المتزايدة في البلاد.