حدیث الیوم:
موقع المجلس:
يُعدّ تأميم صناعة النفط في 20 مارس 1951 على يد الدكتور محمد مصدق، قائد الحركة المناهضة للاستعمار في إيران، من الأحداث الخالدة التي تمثل شهادة فخر لنضالات شعبنا ضد بيع الوطن واستبداد الشاه. و الذي إنه حدث لن يندثر رغم كل المؤامرات والتعتيم والرقابة.
ولهذا السبب، رفع الشباب الأحرار في إيران خلال الانتفاضات الأخيرة شعارهم الواضح: “لا للملا، لا للقزاق – مصدق روحك تبقى حية”، مؤكدين موقفهم الحاسم ضد كل أشكال الاستبداد والتبعية. وبعد 74 عامًا من ذلك الحدث البطولي، قام شباب الانتفاضة يوم الثلاثاء 18 مارس 2025 بإحياء ذكرى زعيم الحرية الدكتور محمد مصدق من خلال تعليق لافتات وتنظيم فعاليات ثورية في طهران وكرج ومشهد وبندر عباس.
لقد أثبت نجاح الدكتور مصدق في تأميم صناعة النفط، رغم كل المؤامرات والدعاية المضللة التي شنها نظام الشاه وحلفاؤه من الملالي، وانتصاره في محكمة لاهاي دفاعًا عن حقوق الشعب الإيراني، أن إقامة حكومة ديمقراطية قائمة على إرادة الشعب وخالية من الفساد والاستبداد ليس مجرد حلم، بل هدف يمكن تحقيقه.
وكان مصدق على يقين أن النيران التي أشعلها ضد الخيانة والدكتاتورية لن تخمد أبدًا، وأن الأحرار سيحملون المشعل حتى القضاء النهائي على الاستبداد. وكما قال بوضوح: “سواء كنت حيًا أو ميتًا، فأنا على يقين أن هذه الشعلة لن تنطفئ أبدًا، وأن رجال الوطن الأحرار سيواصلون هذه المعركة الوطنية حتى تحقيق النصر”.
وبعد 21 عامًا من تأميم النفط (فبراير 1972)، وفي ظل مرور خمس سنوات على رحيل الدكتور مصدق، وبينما كان الشاه الخائن منتشيًا بالقضاء على الحركة الوطنية ويحاكم قادة منظمة مجاهدي خلق الایرانیة، صرخ مسعود رجوي في المحكمة العسكرية للشاه مستذكرًا الزعيم الكبير للحركة الوطنية قائلاً: “بعد الإطاحة برضا خان من العرش واحتلال إيران من قبل الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، جعل مصدق النفط شعارًا قوميًا ووحد صفوف الشعب وأجج النضال.
لقد ناضل أعضاء البرلمان الخامس عشر بشدة في وجه شركة النفط البريطانية المحتلة، التي لم تتوانَ عن استخدام كل الوسائل، من رشوة النواب إلى سجن الأحرار، لإجهاض النضال. حتى أن ما يسمى اليوم بالإصلاح الزراعي كان قد طُرح آنذاك كحيلة عبر تقسيم ممتلكات العائلة المالكة، بهدف صرف انتباه الشعب عن قضية النفط. لكن رغم كل هذه المؤامرات، ظل النفط في مركز اهتمام الشعب، حتى لجأ النظام إلى افتعال أزمة الخبز في طهران لإشغال الناس عن دعم مصدق… ولكن في النهاية، انتصر إرادة الشعب، وأعلن تأميم النفط في آخر أيام عام 1950، ليذوق الإيرانيون طعم النصر الحقيقي”.
المجد للزعيم الراحل للحركة الوطنية الإيرانية، الذي لم يخش السجن أو النفي أو العزلة في أحمد آباد، وتحمل حملات التشويه والمؤامرات من قبل الشاه والملالي. كان “ذنبه” الوحيد أنه بتأميم النفط، أسقط الهيمنة الاستعمارية والنفوذ السياسي والاقتصادي لأكبر إمبراطورية في العالم من إيران. وفي رسالته الأخيرة من أحمد آباد في ديسمبر 1977، خاطب الشعب الإيراني قائلاً: “لا تخافوا من أي حادثة في هذا الطريق المشرف، وواصلوا حركتكم المقدسة”.
ويا لها من مقاومة تلك التي، على خطى مصدق التاريخية، أطاحت بالدكتاتورية التابعة للشاه والان الاستبداد الديني للملالي، حتى باتت الرجعية المتوحشة والمجرمة محاصرة في طريق مسدود، حيث لا خيار أمامها سوى السقوط الحتمي على يد الشعب والمقاومة المنظمة. النصر حليف قضية مصدق وأمنيته الكبرى: الحرية والاستقلال لإيران عبر الثورة والجمهورية الديمقراطية.