موقع المجلس:
تتصاعد محاولات النظام الملالي الممیة و اليائسة هذه الایام لمنع إعادة العقوبات
مما نشهد نفاد صبر العالم مع النظام الإيراني من هذه المماطلة.
و تکراراً لما عودنا ولي الفقیة النظام لهذه المماطلة، مرة أخرى، يلجأ النظام الإيراني إلى استراتيجيته القديمة في المماطلة في المفاوضات النووية، محاولًا كسب الوقت في مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة. ففي مقابلة مع صحيفة “إيران” في 13 مارس، صرّح عباس عراقجي، وزير الخارجية في النظام الإيراني، قائلاً: “لن نتفاوض تحت الضغط الأقصى”. ومع ذلك، اعترف في الوقت نفسه بأن المفاوضات غير المباشرة عبر القنوات الخلفية—مثل قناة مسقط في عُمان—لا تزال خيارًا مطروحًا، مضيفًا: “هذا ليس بالأمر الجديد ولا الغريب؛ فقد حدث ذلك مرارًا في التاريخ”.
هذه مجرد حلقة أخرى من أسلوب النظام الإيراني في الخطاب المزدوج—إعلان رفض التفاوض علنًا، بينما يسعى سرًا إلى قنوات خلفية لتخفيف العقوبات. ويأمل النظام في خلق وهم الدبلوماسية لمنع تصعيد إضافي في مجلس الأمن الدولي، حيث يشكّل “آلية العودة التلقائية للعقوبات” تهديدًا كبيرًا لطهران.
شبح آلية العودة التلقائية للعقوبات
عقد مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع جلسة مغلقة لمناقشة التطورات النووية الإيرانية، مما أثار حالة من الذعر في أوساط القيادة الإيرانية، حيث أعاد النقاش حول إمكانية تفعيل آلية العودة التلقائية، والتي من شأنها إعادة فرض جميع العقوبات الأممية السابقة على طهران تلقائيًا، دون الحاجة إلى تصويت جديد. وقد اعترض سفير النظام لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، بشدة على الجلسة، واصفًا إياها بأنها “استفزازية وغير شرعية”، وادّعى أنها “خطوة سياسية فاضحة تهدف إلى الضغط على إيران”.
إلا أن القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، باتت أكثر صراحة في التعبير عن مخاوفها إزاء تزايد مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي يقترب بشكل خطير من مستوى الاستخدام العسكري. وقد أكدت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران رفعت بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو مستوى لا مبرر له في الاستخدام المدني. وردًّا على ذلك، حذرت مجموعة E3 (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) من أن استمرار إيران في انتهاك التزاماتها النووية قد يترك لها خيارًا وحيدًا، وهو إعادة فرض العقوبات عبر آلية العودة التلقائية.
محاولات إيران اليائسة لمنع إعادة العقوبات
تحاول طهران بكل السبل منع سيناريو إعادة فرض العقوبات، مستخدمةً تكتيكات الترهيب والاحتواء في آنٍ واحد. وفي خطوة تهدف إلى ممارسة الضغط على الحكومات الأوروبية، استدعت خارجية النظام الإيراني سفراء فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة للاحتجاج على موقف بلدانهم في مجلس الأمن. كما اتهمت وسائل الإعلام الرسمية للنظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تعمل تحت ضغط أمريكي، مهددةً باتخاذ إجراءات انتقامية في حال إعادة العقوبات.
ووفقًا لتقرير لوكالة رويترز في 12 مارس، من المقرر أن تشارك إيران في اجتماع رفيع المستوى مع روسيا والصين في بكين لمناقشة الملف النووي، وهي خطوة محسوبة تهدف إلى خلق وهم الدبلوماسية، مع تجنب المفاوضات المباشرة والمساءلة الحقيقية.
ورغم هذه المناورات، لا يزال المجتمع الدولي غير مقتنع. فقد أدى تاريخ طهران الطويل من عدم الامتثال إلى تآكل الثقة بها، ويُنظر إلى إشاراتها الأخيرة على أنها مجرد حيلة جديدة لكسب الوقت، وليس جهدًا دبلوماسيًا حقيقيًا.
أزمة داخلية: الانهيار الاقتصادي وخوف النظام من الاحتجاجات
إلى جانب الضغوط الدولية، يواجه النظام الإيراني أزمة داخلية متفاقمة تحدّ من قدرته على التحدي والمماطلة لفترات طويلة. وبحسب تقرير راديو فردا بتاريخ 21 أكتوبر 2024، بلغت ديون الحكومة للنظام المصرفي في أغسطس الماضي 1,654 تريليون تومان. وقد أدى هذا التفاقم في الديون إلى موجة تضخم غير مسبوقة، انعكست على ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل الأرز والزيت والشاي بنسبة 100%، فضلًا عن انهيار سوق العقارات، حيث قفزت أسعار العقارات في طهران من 80 مليونًا إلى 125 مليون تومان للمتر المربع الواحد.. ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية، يخشى النظام اندلاع احتجاجات واسعة النطاق مماثلة لما حدث في عامي 2019 و2022، عندما تحولت المظاهرات الاقتصادية إلى احتجاجات وطنية ضد النظام. هذه الكوارث الاقتصادية تكشف التناقض الأساسي للنظام: ففي حين ينفق الملالي مليارات الدولارات على طموحاتهم النووية، يعيش أكثر من 60% من الإيرانيين تحت خط الفقر.
معركة طهران الخاسرة ضد الضغوط الدولية والداخلية
يجد النظام الإيراني نفسه عالقًا بين مطرقة العزلة الدولية وسندان الانهيار الداخلي. فعلى الصعيد الدولي، يخشى النظام تفعيل آلية إعادة العقوبات، التي من شأنها أن تزيد من خنقه اقتصاديًا. أما داخليًا، فقد أدى الانهيار الاقتصادي إلى تصاعد مشاعر السخط، مهددًا باندلاع انتفاضات جماهيرية.
ورغم الخطاب العدائي والمناورات الدبلوماسية المضللة، يدرك ملالي طهران أن مقامرتهم النووية تقترب من نقطة اللاعودة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيصمد المجتمع الدولي ويكشف خداع طهران، أم أنه سيقع مرة أخرى في فخ مماطلاتها ووعودها الجوفاء؟