موقع المجلس:
يوم 24 يناير 2025، أفادت جمعیة حقوق الإنسان الإيرانية بتفشي الفساد المنهجي في عمليات السجن، في الوقت الذي يُعدّ سجن قزلحصار في كرج بإيران، الذي يحتضن حوالي 17,000 سجين، أكبر سجن في منطقة الشرق الأوسط.
ومن اسالیب الفساد النظام الایراني داخل السجن، و هي داخل مؤسسة تعاون السجن، وهو الكيان المسؤول حصريًا عن توفير احتياجات السجناء. ويتهم هذا الكيان باستغلال دوره لتحقيق أرباح طائلة من خلال بيع السلع بأسعار باهظة وجودة متدنية، فضلاً عن تورطه المزعوم في تهريب وتوزيع المخدرات.
سجن قزلحصار
ويعتمد السجناء في قزلحصار بشكل كامل على بنياد تعاون السجن لتأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام، والأدوية، والملابس، وغيرها من الضروريات. يدير هذا الكيان متاجر داخل السجن، حيث تُباع المنتجات بأسعار خيالية وجودة سيئة، مما يُجبر السجناء على الشراء بسبب انعدام البدائل.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن بنياد تعاون السجن يلعب دورًا رئيسيًا في تهريب المخدرات إلى داخل السجن. وتشير شهادات السجناء إلى تورط مسؤولين كبار في المؤسسة في شبكة توزيع المخدرات، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلات الإدمان داخل السجن.
تُدار هذه الشبكة الفاسدة، وفقًا للتقارير، من قبل عدد من الشخصيات البارزة داخل إدارة السجن وبنياد تعاون السجن:
– المهندس ابنرحمان: رئيس بنياد تعاون السجن في قزلحصار
– أمير دهكده: مسؤول المشتريات في بنياد تعاون السجن
– علي عليكاهي: المدير المالي لبنياد تعاون السجن
– فرزاد جوانفر: مسؤول المشتريات ومرتبط عائليًا ببعض مسؤولي السجن
– أكبر رضواني: نائب الضابط في سجن قزلحصار وخال فرزاد جوانفر
– جعفر رضواني: رئيس الوحدة الأولى في السجن وخال آخر لفرزاد جوانفر
ووفقًا للتقارير، يُعتبر نبي سحرخيز الشخصية الأساسية في إدارة عمليات تهريب المخدرات داخل السجن. ويُشرف على شبكة تضم أفرادًا مثل سيامك شمس وأبوالقاسم شيرازي، والذين يقومون بتوزيع المخدرات بين السجناء، بما في ذلك كميات يومية كبيرة من مخدر “الشیشه” (الميثامفيتامين).
ولم يمرّ الفساد داخل بنياد تعاون السجن دون ملاحظات من موظفيه. ففي الأشهر الأخيرة، نظم أكثر من 30 موظفًا احتجاجات واعتصامات مطالبين بتحسين ظروف العمل وكشف الفساد المستشري في المؤسسة. وأدت هذه الاحتجاجات إلى تعطيل أنشطة بنياد تعاون لعدة أيام، مما دفع رضا بخش، رئيس بنياد تعاون سجون محافظة البرز، إلى زيارة قزلحصار للاستماع إلى شكاوى الموظفين.
وعلى الرغم من وعود رضا بخش بمعالجة الوضع بسرعة، إلا أن التقارير تشير إلى أن المهندس ابنرحمان ومسؤولين آخرين متورطين في الفساد مارسوا ضغوطًا على الموظفين المحتجين، بل وقاموا بفصل بعضهم من العمل.
ويمتد الفساد في قزلحصار إلى أبعد من حدوده. وتشير الاتهامات إلى تورط بنياد تعاون السجون الوطني أيضًا. ويُذكر اسم سهراب سليماني، شقيق الهالك قاسم سليماني، كأحد الشخصيات الرئيسية في الشبكة الأوسع للفساد.
في سياق آخر، بدأت إدارة قزلحصار، في 20 يناير 2025، بنقل 970 سجينًا من الوحدة الرابعة بحجة تخفيف الاكتظاظ. وقاد هذه العملية أصغر فتحي، مدير سجون كرج. ووفقًا للتقارير، أُجبر السجناء على مغادرة ممتلكاتهم الشخصية التي بلغت قيمتها حوالي 500 مليون تومان (ما يعادل 10,000 دولار أمريكي). وشملت الممتلكات المُصادرة أجهزة تبريد وتلفزيونات ومفروشات، وتمت إعادة توزيعها لاستخدامها في سد عجز ميزانية السجون.
وتعرض السجناء السياسيون، بشكل خاص، لعمليات نقل متكررة خلال الأشهر الـ 18 الماضية، ما أدى إلى فقدانهم ممتلكاتهم في كل عملية نقل.
ويعكس الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان في سجن قزلحصار نمطًا أوسع من الاستغلال داخل النظام العقابي الإيراني. بالنسبة للمسؤولين والساسة المحليين، لا يبدو أن حقوق السجناء وكرامتهم تشكل أولوية. بل على العكس، يتم استغلالهم لتحقيق مكاسب مادية وشخصية.
ومع استمرار التحقيقات في هذه القضايا، تأمل منظمات حقوق الإنسان أن تكشف المزيد من التفاصيل عن هذه الشبكة الفاسدة. كما تجدد الدعوات لمحاسبة المسؤولين وتنفيذ إصلاحات تضمن احترام حقوق وكرامة السجناء في قزلحصار وسائر السجون الإيرانية.