الأربعاء, 19 فبراير 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارجناح ۲۴۰ في سجن إيفين: النسخة الإيرانية من سجن صيدنايا

جناح ۲۴۰ في سجن إيفين: النسخة الإيرانية من سجن صيدنايا

سجن إيفين:-

موقع المجلس:
يُعتبر سجن صيدنايا في سوريا واحداً من أكثر السجون وحشية في العالم، إذ يمثل رمزاً للجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد ضد المعارضين السياسيين والمواطنين الأبرياء. في هذا السجن، تعرض آلاف السجناء للاختفاء القسري أو التعذيب الوحشي الذي أدى إلى وفاتهم. هذه الجرائم، التي تم الكشف عن بعضها لاحقاً، سلطت الضوء على نظام قمعي يستخدم السجون كأداة للقهر والسيطرة.

وفي إيران، يعكس سجن إيفين، وخاصة جناح ۲۴۰، ذات الممارسات القمعية. يقع هذا السجن في شمال طهران، ويُعد من أكثر السجون سيئة السمعة، حيث يتم فيه انتهاك حقوق الإنسان بشكل منهجي. كما هو الحال في سوريا، يُعتقد أن حجم الجرائم المرتكبة في سجن إيفين سيُكشف بالكامل فقط بعد سقوط النظام الحاكم.

جناح ۲۴۰ في سجن إيفين: النسخة الإيرانية من سجن صيدنايا

التاريخ والإدارة

يقع جناح ۲۴۰ في مبنى مكون من أربعة طوابق داخل سجن إيفين. كان يُعرف في الثمانينات باسم “دار الراحة”، لكنه تحول لاحقاً إلى وحدة أمنية خاصة. يُستخدم هذا القسم لاحتجاز السجناء السياسيين والمتهمين في قضايا الأمن القومي، ويخضع لإدارة مباشرة من وزارة المخابرات الإيرانية.

ويتخصص الطابق الأول من المبنى في احتجاز المتحولين جنسياً، بينما يُستخدم الطابق الثالث، المعروف باسم جناح ۲۴۱، لاحتجاز السجناء المرتبطين بالقضاء. أما الطابق الثاني فهو موطن جناح ۲۴۰، الذي يعتبر من أسوأ أماكن الاحتجاز داخل السجن. خلال الاحتجاجات السياسية، مثل مظاهرات عام 2009، شهد هذا القسم زيادة كبيرة في عدد السجناء المحتجزين، مما جعله رمزاً للقمع السياسي.

الظروف القاسية في جناح ۲۴۰

يتكون جناح ۲۴۰ من زنازين انفرادية ضيقة تبلغ مساحتها حوالي 1.5 متر × 2 متر. تحتوي كل زنزانة على مرحاض ومغسلة بسيطة، لكنها تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة. تدخل كمية محدودة من الضوء الطبيعي من خلال نافذة صغيرة قرب السقف، وغالباً ما تكون مغطاة بشبكات معدنية تزيد من شعور العزلة.

ويُحتجز السجناء في عزلة تامة، حيث يُمنعون من التفاعل مع الآخرين أو الوصول إلى الهواء الطلق بشكل منتظم. كما تُفرض قيود صارمة على استخدام وسائل التواصل، مثل الكتب أو التلفاز، مما يجعل الظروف أشد قسوة على السجناء.

انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب

ارتبط جناح ۲۴۰ بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. غالبية السجناء الذين مروا بهذا القسم وصفوا تجاربهم بأنها “تعذيب نفسي”. تتضمن هذه الانتهاكات جلسات استجواب طويلة ومضنية، مصحوبة بالتهديدات والضغوط النفسية المستمرة. بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن حالات متكررة من التعذيب البدني، بما في ذلك الضرب المبرح.

إحدى أكثر الانتهاكات إثارة للقلق هي القيود المفروضة على السجناء بشأن الوصول إلى المحامين أو الاتصال بأسرهم. غالباً ما يُحتجز السجناء لعدة أشهر دون أي اتصال خارجي، مما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم النفسية ويزيد الضغط على أسرهم.

التأثيرات الاجتماعية والسياسية

تحول جناح ۲۴۰ إلى مركز لاحتجاز الشخصيات السياسية والناشطين والصحفيين. خلال احتجاجات عام 2009 والأزمات السياسية الأخرى، تم اعتقال العديد من الشخصيات البارزة ووضعهم في هذا القسم. لم يكن الهدف فقط قمع هؤلاء الأفراد، بل أيضاً إرسال رسالة تهديد واضحة للمجتمع بأسره بأن المعارضة لن تُتسامح معها.

تأثيرات جناح ۲۴۰ لم تقتصر على السجناء فقط، بل امتدت لتشمل عائلاتهم الذين يعانون من القلق المستمر بسبب انعدام المعلومات حول أوضاع أحبائهم. كما أصبح هذا القسم رمزاً للقمع الممنهج وغياب حرية التعبير، مما يعكس صورة قاتمة للنظام القضائي الإيراني.

مقارنة مع سجن صيدنايا

كما أن سجن صيدنايا يُعتبر شاهداً على الجرائم المروعة التي ارتكبها نظام الأسد، فإن سجن إيفين، وخاصة جناح ۲۴۰، يمثل نفس الوجه المظلم للقمع. في صيدنايا، تعرض آلاف السجناء للاختفاء القسري والتعذيب حتى الموت. وتم الكشف عن هذه الجرائم بعد سنوات من السرية، مما أظهر حجم الانتهاكات التي مارسها النظام السوري.

بالمثل، يُعتقد أن جناح ۲۴۰ يخفي وراءه قصصاً مروعة من الانتهاكات، ولن تُعرف الأبعاد الكاملة لهذه الجرائم إلا بعد زوال النظام الحالي. السجناء السياسيون الذين عانوا في هذا القسم يمثلون شواهد حية على استخدام السجون كأداة لقمع أي شكل من أشكال المعارضة.

وأعربت منظمات حقوق الإنسان، مثل “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”، عن قلقها البالغ بشأن الأوضاع في جناح ۲۴۰. نشرت هذه المنظمات تقارير توثق التعذيب وسوء المعاملة وانتهاكات الحقوق الأساسية للسجناء في هذا القسم.

جناح ۲۴۰ في سجن إيفين يُعد نسخة إيرانية من سجن صيدنايا، حيث يُمارس القمع بأبشع أشكاله. كما أن كشف الجرائم في صيدنايا أظهر للعالم وحشية النظام السوري، فإن كشف حقائق جناح ۲۴۰ قد يكون الخطوة الأولى نحو محاسبة النظام الإيراني على انتهاكاته. حتى ذلك الحين، يظل هذا السجن رمزاً للقمع وسوء استخدام السلطة، وأحد أفظع الشواهد على غياب العدالة وحقوق الإنسان في إيران.