موقع المجلس:
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا يوم الأحد، 12 يناير 2025، تناولت فيه التحركات العسكرية الأخيرة للنظام الإيراني من عروض عسكرية ومناورات، واعتبرتها محاولة لإظهار القوة. تزامنت هذه التحركات مع قرب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتعكس مخاوف النظام من احتمالات عدم الاستقرار الداخلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران حاولت نفي التقارير التي تحدثت عن تدمير أنظمتها للدفاع الجوي، إلا أن الأنظمة التي استعرضتها مؤخرًا كانت ذات “جودة أقل” مقارنةً بتلك التي وردت تقارير عن تدميرها خلال ضربات إسرائيلية.
وخلال الأسبوع الماضي، نفّذ حرس النظام الإيراني عدة عروض عسكرية ومناورات. كما أعلنت القوات المسلحة الإيرانية يوم الأحد بدء مناورات للدفاع الجوي في مناطق رئيسية، شملت المنشآت النووية في فُردو وخُنداب (منشآت أراك للماء الثقيل).
ونفت السلطات الإيرانية تعرض قدراتها العسكرية لأضرار كبيرة جراء الهجمات الإسرائيلية. وصرّح علي محمد نائيني، المتحدث باسم حرس النظام الإيراني، بأن التقارير المتعلقة بتدمير “الدرع الدفاعي وسلسلة إنتاج الصواريخ” غير صحيحة، وأضاف: “لم يتوقف النظام الإيراني يومًا عن إنتاج الصواريخ”.
ومع ذلك، أكدت واشنطن بوست أن “هذه التصريحات العلنية لا يمكنها إخفاء القلق البارز داخل أروقة النظام الإيراني”.
ووصفت الصحيفة النظام الإيراني بأنه في حالة دفاعية منذ أشهر، مشيرة إلى أن الهجمات الإسرائيلية أضعفت الجماعات الموالية له في المنطقة. كما أن عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة ستزيد الضغوط على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني بالفعل من أزمات حادة.
وأشارت تقارير إعلامية وتحليلات أخرى إلى التدهور الكبير الذي شهدته القدرات العسكرية والاقتصادية للنظام الإيراني خلال العام الماضي. فعلى سبيل المثال، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا بأن فريق ترامب لا يزال يعتبر النظام إيراني تهديدًا للولايات المتحدة وحلفائها، وأن الإدارة الجديدة تعتزم تنفيذ استراتيجية هجومية تشمل تشديد العقوبات واستخدام خيارات عسكرية.
ونقلت واشنطن بوست عن محللين عسكريين قولهم إن الهجمات الإسرائيلية المباشرة أضعفت بشكل كبير القدرات العسكرية للنظام الإيراني.
وقال أفشون استوار، أستاذ الأمن القومي في كلية الدراسات البحرية بولاية كاليفورنيا، إن الصراعات التي شهدها العام الماضي أجبرت إيران على “استخدام أفضل أوراقها”، مما كشف أن قوتها لم تكن بالمستوى الذي أثار مخاوف الكثيرين. وأكد أن هذا الأمر أضعف النظام بشكل كبير، وبدلاً من تعزيز رواية “القلعة الحصينة”، أظهر نقاط ضعف النظام وحدود ترسانته العسكرية.
إلى جانب الضعف العسكري، يواجه النظام الإيراني أزمات اقتصادية خانقة. وذكرت واشنطن بوست أن العملة الإيرانية فقدت 65% من قيمتها خلال العام الماضي. كما أن أزمة الطاقة أدت إلى إغلاق المدارس والمكاتب، بينما نظم تجار البازار في طهران احتجاجات نادرة.
وترسم هذه التطورات صورة قاتمة لنظام يعاني من ضغوط خارجية واضطرابات داخلية. ورغم استعراضاته العسكرية التي تهدف إلى إظهار القوة، إلا أن التصدعات في البنية الاقتصادية والاستراتيجية للنظام باتت أكثر وضوحًا.
في ظل تزايد الضغوط الدولية واحتدام الأزمات الداخلية، تبدو تحركات النظام الإيراني العسكرية بمثابة اعتراف ضمني بتزايد ضعفه. ومع تصعيد الضغط من قبل إدارة أمريكية جديدة وتدهور مستمر في الاقتصاد، يواجه النظام الإيراني مستقبلاً محفوفًا بالتحديات والشكوك.