الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
في الوقت الذي يواجه فيه نظام الملالي واحد من أسوء المراحل التي تمر به منذ تأسيسه حيث الهزائم المتتالية على أکثر من صعيد وأکثر من جبهة، فإنه وبموازاة ومقابل ذلك، تقوم المعارضة الوطنية الفعالة ضد النظام والمتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بنشاطات نوعية ضد النظام في داخل وخارج إيران وتفرض وتثبت دورها ليس کمعارضة للنظام وإنا کرقم صعب جدا في المعادلة السياسية القائمة في إيران.
الاحتجاجات الشعبية المنظمة ونشاطات وحدات الانتفاضة في سائر أرجاء إيران ضد النظام الرجعي مستمرة على قدم وساق وحتى تشهد توسعا ملفتا للنظر، وعلى الصعيد الدولي فإن المٶتمر الذي عقدته ممثلية المقاومة الايرانية في الولايات المتحدة الامريکية وفضحت من خلاله المساع السرية المشبوهة التي يقوم بها النظام من أجل التسريع بصناعته للقنبلة النووية خوفا على مصيره الذي بات على کف عفريت، ومن جانب آخر وبنفس السياق فقد أعلن ائتلاف يضم 114 برلمانيا من المستوى الفيدرالي والإقليمي إلى جانب شخصيات بارزة في بلجيكا، إدانتهم الشديدة لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران. وفي بيان مشترك، أعربوا عن دعمهم للحملة العالمية “لا للإعدام”، كما أيدوا خطة النقاط العشر التي طرحتها السیدة مريم رجوي، والتي تدعو لإلغاء عقوبة الإعدام. ويؤكد البيان على تزايد القلق الدولي إزاء تصاعد الإعدامات في إيران والسياسات القمعية التي يتبعها النظام الحاكم.
وإستمرارا لهذه النشاطات النوعية ففنه وفي مقال نشر على موقع Welt.de، تناولت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، رؤيتها حول تأثير سقوط بشار الأسد في سوريا على إضعاف النظام الحاكم في إيران. وترى رجوي أن الوقت قد حان لتنظيم مقاومة فعّالة للإطاحة بالنظام الإيراني. ويناقش المقال نقاط ضعف النظام الإيراني، وتصاعد السخط الداخلي، وخارطة الطريق نحو إقامة إيران ديمقراطية.
وتبدأ مريم رجوي بالإشارة إلى التداعيات الاستراتيجية لسقوط الأسد، واصفة إياها بأنها “ضربة مدمرة” للنظام الإيراني الذي اعتمد بشكل كبير على تحالفه مع الأسد لتعزيز نفوذه الإقليمي. وكتبت: “كانت سوريا العمود الفقري للنظام في المنطقة”، مشيرة إلى أن حرس النظام الإيراني (IRGC) استخدم سوريا كجسر للتواصل مع البحر الأبيض المتوسط ولبنان وحزب الله. كما كشفت رجوي أن النظام أنفق “ما لا يقل عن 50 مليار دولار في سوريا بين عامي 2012 و2020” لمحاولة الإبقاء على الأسد في السلطة، لكن هذه الاستراتيجية “فشلت تماما”.
هذه النشاطات النوعية مع تأثيرها الکبير على نظام الملالي وجعله يشعر بالخوف والرعب أکثر من المستقبل المظلم الذي ينتظره فإنه يرفع کثيرا من معنويات الشعب الايراني والالقوى المحبة للخير والسلام في العالم کله ولاسيما المناصرين لقضية الشعب الايراني.