موقع المجلس:
في مقال مفصل نُشر في 23 ديسمبر 2024 بصحيفة “ذا هيل” تحت عنوان “النظام الإيراني: هدف يسهل الوصول إليه في المحور المناهض لأمريكا”، وصف المحللون النظام الإيراني بأنه الحلقة الأضعف في المعادلات الإقليمية للشرق الأوسط. ويشير السرد إلى أن النظام الإيراني، بعد سقوط نظام بشار الأسد وهزيمة حزب الله، فقد نفوذه في المنطقة بسرعة.
يانوش بوجايسكي، المحلل الأرشد في مؤسسة جيمستاون، أبرز في مقاله لـ”ذا هيل” أن الإدارة الجديدة لترامب تواجه فرصة فريدة للحد من دور النظام الإيراني في المنطقة. ووصف بوجايسكي “الضربة القوية لطهران”، التي جاءت مع سقوط الأسد، إذ فقد النظام الإيراني مساره البري لإمداد حزب الله وتقلص وصوله إلى البحر المتوسط. وقد زادت إسرائيل، بالتعاون مع تركيا وبدعمها للثوار السوريين، الضغوط على النظام لایراني. وفي الوقت نفسه، تستعد إدارة ترامب بموقف أكثر حسماً تجاه أعداء أمريكا، لاحتواء السياسات العدوانية للنظام الإيراني.
وأكد الرئيس ترامب أنه، اعتقادًا بالنمو الاقتصادي وأهمية انخفاض أسعار النفط، سيتجنب تصعيد الصراع في الخليج الفارسي. ومع ذلك، قد يؤدي أي تحرك عسكري من النظام الإيراني، مثل زرع الألغام في مضيق هرمز، إلى تعطيل تدفق 30٪ من نفط العالم و20٪ من غازه السائل.
وتم التأكيد أيضًا على دور قطر كوسيط في التحليل. بالنظر إلى تاريخها في التعاون مع الولايات المتحدة لحل الأزمات الإقليمية، يمكن أن تلعب قطر دورًا محوريًا في تخفيف التوترات. يقترح بوجايسكي أن تستغل إدارة ترامب القوة الدبلوماسية والمالية لقطر لإعادة بناء غزة وجنوب لبنان وللحد من تأثير النظام الإيراني.
فقدان حلفاء مثل سوريا وحزب الله ليس فقط يقلل من نفوذ النظام الإيراني ولكنه أيضًا يؤثر بشكل كبير على طموحات الصين وروسيا العالمية. وقد يؤدي تقليص الدعم الإيراني للجماعات الوكيلة مثل حماس والحوثيين إلى تعزيز السياسات الإقليمية لأمريكا.
وفي الختام، يجد النظام الإيراني نفسه الآن في وضع هش للغاية. وفقًا لبوجايسكي، يجب على إدارة ترامب أن تستخدم الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية لإضعاف السياسات التخريبية للنظام الإيراني دون الانخراط في حرب، وتقليل دوره بشكل جدي في المحور المناهض لأمريكا. وبذلك، ستتقلص البصمة الجيوسياسية للنظام الإيراني وقد يؤدي ذلك إلى استقرار أكبر في الشرق الأوسط.