الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
نظرة ملية للأوضاع الحالية غير العادية والتي جاءت بعد أحداث وتطورات مريرة تعود الى بدايات تأسيس نظام الملالي، ومن إن هذا النظام هو من کان السبب والعامل الاساسي ورائها، لا يجب أن تمر مرور الکرام، ولاسيما وإنه قد نجم عنها إزهاق أرواح أعداد کبيرة جدا من الابرياء العزل ناهيك عن الدمار والخراب والتأثيرات السلبية على البنى الاجتماعية والفکرية والاقتصادية في بلدان المنطقة بالاضافة الى إيران ذاتها يجب بالضرورة القهرية جعل من تسبب في ذلك أن يدفع الثمن من خلال محاکمته ومحاسبته على کل ذلك.
نظام الملالي الذي صور نفسه نصيرا للفقراء والمحرومين وللمضطهدين، وعدوا لدودا للطغاة والمتجبرين، لکنه وبعد فترة قصيرة نسبيا إتضح عکس ذلك تماما وتبين إنه نظام دکتاتوري أرهق الفقراء والمحرومين وجعل أوضاعهم أسوء بکثير من السابق وإنها تزداد سوءا مع مرور الزمن، ولم يکتفي هذا النظام بما تسبب به من أوضاع وخيمة للشعب الايراني بحيث جعل أغلبيته تعيش تحت خط الفقر وحتى إن الطبقة الوسطى للمجتمع الايراني وبسبب من السياسات والنهج الخاطئ للنظام قد تلاشى لينضم الى جيش الفقراء، وعمل کل ما بوسعه من أجل أن يجعل شعوب المنطقة تعاني أيضا منه وتکتوي بنيران نهجه المشبوه، وإن الثروب والازمات والفتن والنزاعات الداخلية ذات البعد الطائفي والديني، تعود کلها الى هذا النظام ومن غزة مرورا بلبنان ودمشق فإن ما حدث وجرى فيها من مصائب وويلات کان لنظام الملالي حصة الاسد فيها.
بعد سقوط الدکتاتور المجرم في سوريا وهروبه فإن النظام يحاول بطريقة وأخرى أن يتملص مما قد تسبب به ويحاول أن يوزع التهم يمنة ويسرة من أجل أن يظهر نفسه بريئا، وهو أمر مثير للسخرية والتهکم، لأن ما فعله من السوء والبشاعة والشناعة بحية لا يمکن أبدا التغطية عليه وإخفائه، ومن دون شك فإن ما يقوله ويزعمه بهذا الصدد هو مسعى خائب لا يمکن أن ينطلي على أحد.
نظام الملالي وإن کان قد تسبب بالکثير من المصائب والويلات والمآسي لشعوب وبلدان المنطقة، لکننا يجب أن لا ننسى بأن أکثر طرف تضرر کثيرا من هذا النظام وذاق الامرين کان ولازال الشعب الايراني ذاته الذي إبتلي منذ 45 عاما بهذا النظام الارعن الذي جعل من إيران سجنا کبيرا ومارس مختلف أنواع الجرائم والانتهاکات التي لم تستثن طبقة أو شريحة أو طيف من أطياف ومکونات المجتمع الايراني، وإن الانتفاضات العارمة التي قام بها ضد هذا النظام ولاسيما الانتفاضة الاخيرة منها أثبتت مدى رفضه وکراهيته لهذا النظام، ولذلك فإن المجتمع الدولي إذا ما أراد النيل من هذا النظام وجعله يدفع ثمن کل ما إرتکبه فإن الطريق والسبيل الصحيح والاقوم لذلك هو دعم النضال المشروع الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام، وهم من سيتکفلون بکل الاجراءات المطلوبة لمحاسبة هذا النظام ومحاکمته.