تراجعت التصريحات العنترية للنظام الإيراني مع اقتراب وصول ترامب للسلطة. استبدلت بالقلق والتوجس.
صحف إيرانية تنقل انباء الانتخابات الأميركيةأخبار سيئة تنضاف على الأخبار السيئة
میدل ایست اونلاین – منی سالم الجبوري:
فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية، مؤشر شؤم ومصدر كآبة للنظام الايراني وحتى يمكن القول وبإطمئنان بالغ، إن طين النظام المزداد بلة ستتضاعف البلة في الاشهر والاعوام الاربعة القادمة، ولكن من المهم جدا الانتباه الى إن أوضاع هذا النظام سيئة منذ أعوام طويلة ولكنها إتخذت سياقا بالغ السلبية بعد إحتجاجات 16 سبتمبر 2022، وبعد هجمة السابع من أكتوبر 2023.
نظرية ولاية الفقيه التي تم صياغة النظام على أساس منها وتم إستنباط الخطوط الاساسية للنظام وفق لمبادئها، كانت وستبقى العقدة المستعصية التي تجعل إتجاه النظام نحو إندماج وتفاعل حقيقي مع بلدان المنطقة والعالم، أمرا في حكم المستحيل، ولاريب إن الاحداث والتطورات الجارية وبشكل خاص المستجدات المتداعية خلال الاسابيع والاشهر الاخيرة، قد جعلت مشاعر الخوف والقلق في أوساط النظام تتزايد ومعها بات أمرا عاديا صدور تصريحات تدعو الى حذر غير عادي من إن النظام يسير صوب حافة الهاوية!
لم تعد التصريحات العنترية لقادة النظام ولاسيما من حيث التظاهر بالقوة وتكرار تهديدات سوق المنطقة بإتجاه المواجهة والفوضى تلفت أو تثير إنتباه المراقبين السياسيين بقدر التصريحات المتسمة بطابع من القلق والتوجس من التطورات والتحذير منها. ولعل جانب من مقال ورد في صحيفة “هم ميهن” الحكومية في 2 نوفمبر الجاري، يلفت النظر كثيرا من حيث إنه يرسم صورة بالغة القتامة للأوضاع وتصل الى حد التحذير من مصير النظام نفسه. وجاء في هذا المقال: “الآن، أصبحت طهران مخيرة. الأفراد، والمنظمات، والدول غالبا ما تواجه تعقيدات عند اتخاذ القرارات، وأحيانا تجد الدول نفسها مضطرة للاختيار بين أمور سيئة وأمور أسوأ بكثير. في هذا الوضع الذي نحن فيه… استمرار الحرب يعني المزيد من الضربات لإيران، وقد يتجاوز الأمر الضربات العسكرية ليصل إلى المكانة السياسية لإيران، بل وقد يشكل تهديدا وجوديا بالنسبة لنا”.
النظام الايراني وإن كان يتظاهر بعدم إكتراثه بالانتخابات الرئاسية في أميركا ومن يفوز فيها، لكن واقع حاله ليس كذلك أبدا، إذ كان يتمنى في قرارة نفسه فوز المرشحة الديمقراطية هاريس لكي يضمن بقاء السياسة الدافئة لبايدن والتي منحته الكثير من القوة للتطاول أكثر في المنطقة والتهديد بجرها الى حرب والفوضى، لكن فوز ترامب يعني بأن على طهران الغارقة من قمة رأسها الى أخمص قدميها في أزمات ومشاكل متجذرة، أن تنتظر الأسوأ وحتى الأسوأ بكثير من جراء هذا الفوز وهي ستجد نفسها بين مطرقة رفض وكراهية الشعب الايراني لها وبين سندان العقوبات الاميركية التي ستزداد تشددا خلال عهد ترامب، وستجد نفسها في ضوء ذلك أمام خيارات أفضلها أكثرها مرارة.