صوت العراق – محمد حسين المياحي:
لم يکن بالامکان أبدا جعل النظام الايراني يصل الى المنعطف الخطير الحالي الذي يهدد مصيره، لو لم يکن هناك الدور الفعال والمٶثر لمنظمة مجاهدي خلق الایرانیة في قيادة وتوجيه نضال الشعب الايراني في مقاومة ومواجهة النظام الاستبدادي القائم منذ 45 عاما.
منذ تأسيس النظام الايراني والى حد يومنا هذا، لم يکن هناك طرف أو خصم شغل باله وإهتم به بصورة إستثنائية کما کان الحال ولازال مع منظمة مجاهدي خلق، ولاسيما وإنها قد قامت بکشف وفضح مخططات النظام ليس ضد الشعب الايراني فقط بل وحتى ضد شعوب المنطقة والعالم، وهذا الدور بطبيعة الحال قد جعل المنظمة تحظى بإهتمام عالمي لبروز دورها في مواجهة الارهاب والتطرف المصدر من إيران ودعوتها الى الاعتدال والوسطية والافکار التحررية والديمقراطية، ويکفي أن نشير الى أن العشرات من البرلمانات والاوساط السياسية الدولية باتت تشيد بالمنظمة بإعتبارها البديل المناسب الافضل للنظام الدکتاتوري القائم في إيران.
صدور 70 قرارا أمميا ضد إنتهاکات حقوق الانسان في إيران، والکشف عن الجوانب السرية في البرنامج النووي للنظام، وإستغلاله لشرکات طيرانه في نقل الاسلحة الى بلدان المنطقة من أجل إثارة الحروب وکذلك إستخدامه لسفاراته وقنصلياته من أجل تنفيذ المخططات الارهابية والتجسسية، لم يتم کل ذلك إلا بسبب دور ونشاط منظمة مجاهدي خلق، وهذا بحد ذاته يفسر سبب العداء والکراهية المفرطة للنظام من هذه المنظمة خصوصا وإنها وبسبب من دورها ونشاطاتها قد جعلت العالم کله على بينة تامة من شر وعدوانية هذا النظام ولذلك فإنه وفي العديد من إستفتاءات الرأي في البلدان الديمقراطية يکون النظام الايراني على رأس قائمة النظم الدکتاتورية الاکثر کراهية في العالم.
هذا الدور والتأثير الفعال للمنظمة من حيث فضح وکشف حقيقة هذا النظام ومخططاته ونواياه وقيادة الشعب لمواجهته ودعوة بلدان المنطقة والعالم للتصدي له وعدم السماح بأن ينفذ مخططاته المزعزعة للسلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، قد أجبرت النظام الايراني وبعد أن باءت معظم محاولاته من أجل القضاء على المنظمة أو تحديد وتحجيم نشاطاتها بالفشل الذريع، فإنه لم يجد أمامه من سبيل سوى أن يسعى للإلتفاف بطرق خبيثة ومشبوهة على المنظمة کي يهمش دورها ويقصيها من المعادلة السياسية القائمة في إيران حيث تشکل المنظمة واحد من أهم أطرافها، وذلك مايمکن لمسه بوضوح من خلال الترويج لنجل الشاه المخلوع وإعتباره البديل للنظام، في وقت يعلم فيه العالم جيدا بأن الشعب الايراني قد أسقط نظام الشاه الدکتاتوري ولايرغب بعودته إطلاقا ولاسيما وإن نجل الشاه قد کشف عن عمالته وکونه مستعدا للقيام بأي دور في سبيل إعادة نظام والده الى الحکم في إيران وبالاخص بعد زيارته المشينة لإسرائيل، ومن دون أدنى شك فإن هذا الترويج المشبوه الذي يقوم به بعض الاطراف مجانا، لن يٶدي الى أي نتيجة سوى خدمة النظام الدکتاتوري القائم في إيران، ولذلك فإنها أولا وأخيرا مٶامرة في غير صالح ليست في غير صالح دول المنطقة والعالم فقط بل وحتى إنها مٶامرة مکشوفة على النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل إسقاط هذا النظام الدکتاتوري وإقامة الجمهورية الديمقراطية.