الحوار المتمدن -سعاد عزيز-کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
في بداية إنتصار الثورة الايرانية وعندما تمکن الجناح الديني المتطرف بقيادة خميني من مصادرة الثورة وسرقتها من أصحابها الحقيقيين وتأسيس نظام ولاية الفقيه الاستبدادي، فإن الهم الاول لخميني وجناحه الرجعي المتطرف کان ضمان بقاء النظام والمحافظة عليه، وکان يعلم جيدا بأن الشعب سوف يرفض الرضوخ والعودة الى الدکتاتورية مجددا، ولذلك فإنه صمم على اللجوء الى الممارسات القمعية بصورة أکثر فظاعة من السابق ولاسيما بعد أن سعى لتبرير وتسويغ الممارسات القمعية الوحشية تحت غطاء الدين، ومن المفيد هنا أن ننوه الى أن خميني الى جانب السجون وعمليات التعذيب والاعدامات“التي تم تنفيذها أمام الملأ” فإنه أضاف الرجم والجلد وسمل العيون وبتر الاصابع، وکل هذا قد أصبح في النتيجة الرکيزة الاولى لبقاء وإستمرار النظام وذلك من أجل خلق حالة من الرعب والخوف کي لايفکر أحد بمواجهة النظام والسعي من أجل التغيير.
وبعد فترة قصيرة، قام نظام الملالي بإضافة الرکيزة الثانية من أجل ضمان بقاء النظام وعدم سقوطه وجعله أمرا واقعا في إيران والمنطقة، وذلك بتصدير التطرف والارهاب حيث بدأ النظام في تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وتأسيس أحزاب وميليشيات عميلة هدفها الاهم هو تنفيذ مخططات النظام في المنطقة والسعي من أجل فرض أفکاره ومبادئه المتطرفة على شعوب المنطقة، ومن خلال هاتين الرکيزتين، فقد قام النظام خلال ال45 عاما المنصرمة بتنفيذ مخططات إجرامية جعلت شعوب المنطقة والشعب الايراني ذاته يدفعون ثمنا باهضا من أجل ذلك في حين لم يکن هناك من مستفيد سوى نظام الملالي ببقائه في الحکم!
المعروف والشائع إن نظام الملالي کان يلجأ دائما الى إثارة الحروب والازمات المفتعلة في بلدان المنطقة من أجل حرف الانظار عن أوضاعه المتأزمة وجعل تلك الحروب والازمات هي الشغل الشاغل للجميع، لکن هذا الاسلوب الاجرامي الذي قامت منظمة مجاهدي خلق الایرانیة بکشفه وفضحه من البداية وحتى إنها قد قامت بکشف أدلة ومستسمکات دامغة تفضح دور النظام في إعداد وتوجيه الاحزاب والميليشيات العميلة التابعة له من أجل إثارة الحروب وإختلاق الازمات، ورويدا رويدا صارت شعوب وبکدان المنطقة والعالم تدرك وتعي هذه الحقيقة، ولکن وبسبب عدم التصدي الجدي والفعال للمجتمع الدولي عموما وبلدان المنطقة خصوصا لثني النظام عن تدخلاته ناهيك عن وقف ممارساته القمعية والاعدامات بحق الشعب الايراني، فإن نظام الملالي إستمر على نهجه اللاإنساني هذا حتى هجمة 7 أکتوبر2023، والتي قام بالمراهنة عليها وبنى حسابات غير إعتيادية عليها من دون أن يعلم بأنه ومن خلال ذلك يتجاوز الخطوط الحمراء للتوازن الدولي القائم في ظل النظام الدولي الحالي، وهو ما وضع في موقف وحالة يرثى لها ولاسيما وإنه وکما ذکرنا في بداية هذا المقال، إنه کان يلجأ الى إثارة الحروب في المنطقة من أجل التغطية على أوضاعه الداخلية المتأزمة أما الان وقد صار واضحا بأن أوضاعه الداخلية من حيث وخامتها قد وصلت الى ذروتها، فإنه ليس أمامه أي خيار ووسيلة أخرى للتهرب منها ومعالجتها بل إنه الان قد صار وجها لوجه أمام أوضاعه الداخلية حيث الشعب الغاضب والرافض للدکتاتورية والمطالب بإصرار إقامة الجمهورية الديمقراطية.
Privacy Overview
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.