الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
لأسباب وعوامل مختلفة، يمکن القول بکل ثقة وإطمئنان بأن نظام الملالي قد إرتکب خطئا غير مسبوقا من حيث بناء حساباته على هجمة السابع من أکتوبر2023، ولاسيما عندما إعتقد بأنه لم يتجاوز الخط الاحمر في التوازن العالمي الجديد، ولأنه أدرك بعد أن قضي الامر، فإنه وفي مقابل خطئه هذا يجد نفسه مضطرا لتحمل الآثار والتداعيات غير المحدودة لهذا الهجوم.
ما حدث في هجمة السابع من أکتوبر، هو وضع مختلف تماما عن أي فترة أخرى مرت على النظام خلال ال45 عاما الماضية، لکن الملاحظة المهمة وغير العادية التي تلفت النظر کثيرا هي إن ركيزتي بقاء النظام، أي القمع الداخلي وسياسته العدوانية القائمة على تصدير التطرف والارهاب والتدخلات في المنطقة، قد تلقتا ضربة قوية وأصبح النظام أكثر اضطرابا. من أي وقت مضى.
حالة الاضطراب والتوتر الملفتة للنظر والتي بات المراقبون للأوضاع في إيران يلمسونها بکل وضوح على نظام الملالي، ولاسيما بعد أن أصبح في الصورة وصار النظام کوکلائه مستهدفا وحتى إنه مسٶولا عن الاوضاع الجارية من أساسها، ويمکن للمرء أن يرى ذروة التوتر والاضطراب في التحرکات السياسية للنظام في داخل وخارج إيران، والمثيرڤ للسخرية والتهکم إن قادة النظام ولاسيما الملا خامنئي، عندما يٶکدون بأن أوضاعهم في الداخل مستتبة ومستقرة وهم لن يراهنوا على الاحداث والتطورات الدولية وبشکل خاص الانتخابات الامريکية التي ستجري في نوفمبر الجاري، لکن واقع حالهم لايدل على ذلك أبدا خصوصا وهم يعلمون بأن الرفض والمواجهة الشعبية ضدهم قد وصلت الى مرحلة حاسمة وبالاخص بعد أن صارت أوساطا دولية عديدة تشير الى المقاومة الايرانية کبديل لهذا النظام وترى في برنامج العشرة نقاط کخارطة طريق لإيران ما بعد هذا النظام.
مشاعر الخوف والاضطراب في داخل النظام صارت واضحة وضوح الشمس في عز النهار إذ أن الحديث الان في داخل وخارج إيران يترکز على مستقبل إيران بعد هذا النظام، وحتى النظام بنفسه يعي هذه الحقيقة القاتلة ولذلك يعمل بکل الطرق والسبال والوسائل من أجل الحيلولة دونها أو حتى عرقلتها وحرفها عن مسيرتها الواقعية أملا في إعطائف فرصة لتثبيت بقائه، وحتى إن إشتراکه بصورة وأخرى في الجوقة المشبوهة التي تطبل وتزمر عبثا ومن دون جدوى لنجل الشاه المخلوع کبديل مفترض للنظام، يثبت ويجسد على أفضل مايکون حالة الافلاس والقلق والحيرة والتشتت لدى هذا النظام.
خلال معظم المراحل السابقة التي مرت بنظام الملالي والتي واجه فيها أوضاعا صعبة وخطيرة، کان هناك دائما ثمة خيارات من أجل خلاصه، لکنه في هذه المرة يجد نفسه أمام حالة ومرحلة مختلفة من کل النواحي، وحتى إنه ليس يرى شبح السقوط مخيما على رأسه فقط بل وإن بوادره ومٶشراته صارت واضحة حوله!