موقع المجلس:
احیاءً للذكرى الثانية لأحداث “الجمعة الدامية في خاش” و التي وقعت في 4 نوفمبر 2022، نفذ شباب الانتفاضة يوم الجمعة، 1 نوفمبر، سلسلة من العمليات الاحتجاجية في مختلف المدن الإيرانية 2024.
و لقد نفذ شباب الانتفاضة هذه العملیات، تكريماً لذكرى الشهداء وتأكيداً على استمرارية مطالبهم بالعدالة والحرية. وجاءت هذه الفعاليات على شكل هجمات رمزية استهدفت مقرات حكومية ومواقع رمزية للنظام، مما زاد من زخم الحراك الشعبي في وجه القمع. إليكم تفاصيل العمليات في المدن الرئيسية:
في مدينة زاهدان، عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، استهدف شباب الانتفاضة مكتب اختيار القضاة، وهو مبنى تابع للسلطات القضائية. تم تفجير المكتب بالكامل كرسالة واضحة للنظام الإيراني، تدل على رفض الشباب لقضاء النظام المتهم بالظلم والقمع المستمر. ولم تتوقف العمليات هنا، حيث قام الشباب أيضاً بإشعال النيران في مقر البلدية لمنطقة واحدة، الذي يُنظر إليه على أنه رمز للفساد وسوء الإدارة المحلية. وقد لقيت هذه العملية صدى واسعاً بين الأهالي، الذين يعتبرون البلدية من أدوات قمع النظام ضدهم.
وفي مدينة مشهد، إحدى أكبر المدن الإيرانية، ركز شباب الانتفاضة على استهداف المقرات التابعة لميليشيا البسيج،التابعة للحرس الإيراني. قاموا بإشعال النيران في مقرين للبسيج، في خطوة رمزية لرفض القمع العسكري والاجتماعي الذي تمارسه هذه الميليشيا على الشعب. وتأتي هذه الهجمات في مشهد كتحدٍ واضح للنظام في واحدة من أبرز المدن الإيرانية، حيث يمثل هذا الهجوم رسالة قوية على قدرة الشباب على اختراق السيطرة الأمنية حتى في المدن الكبيرة.
وفي مدينة قزوين، استهدف شباب الانتفاضة اللافتات التي تحمل صورة الوليالفقية علي خامنئي، والتي تلوث الشوارع والمباني الحكومية. أُضرمت النيران في هذه اللافتات كشكل من أشكال الاحتجاج العلني ضد رأس النظام الإيراني. وأثارت هذه العملية مشاعر الغضب والاحتجاج لدى السكان، الذين يرون في إزالة الرموز والشعارات الحكومية تعبيراً عن رفضهم للسلطة والقيادات السياسية القائمة، وتأكيداً على استمرار النضال ضد الحكم الديكتاتوري.
وفي مدينة كرج، إحدى ضواحي طهران، استهدف شباب الانتفاضة صورجزار طهران الهالك إبراهيم رئيسي ومرافقيه، حيث أضرموا النيران في اللافتات الدعائية الخاصة به. هذه العملية تعد تحدياً لسياسات الرئيس الحالي وتعكس مشاعر الغضب الشعبي تجاه إدارته التي يُنظر إليها على أنها غير قادرة على تلبية تطلعات الشعب. شكل هذا الاحتجاج في كرج استنكاراً شعبياً واسعاً خاصة من الشباب، الذين يرون رمزاً للتضييق والقمع الاجتماعي.
وفي العاصمة طهران، استهدف شباب الانتفاضة لافتات حكومية أخرى تُعتبر رمزاً لسلطة النظام. تم إشعال النيران في هذه اللافتات التي تروج للدعاية الحكومية، كرسالة مباشرة للنظام بأن السيطرة على العاصمة لن تمنع الشباب من التعبير عن غضبهم. وتأتي هذه العمليات في قلب طهران في وقت حرج، ما يعكس تصاعد روح المقاومة لدى الشعب حتى في العاصمة، ويظهر استعدادهم لمواجهة النظام ورموزه بشكل مفتوح.
في 4 نوفمبر 2022، وقعت أحداث “الجمعة الدامية في خاش”، حيث شهدت مدينة خاش احتجاجات واسعة من قبل المواطنين المطالبين بإصلاحات اجتماعية واقتصادية. قوبلت هذه الاحتجاجات بقمع شديد من قبل قوات الأمن، وفقاً لتقارير شهود العيان ووسائل الإعلام المحلية. وقد تمركزت قوات الأمن على أسطح المباني الحكومية، بما فيها مبنى المحافظة، وأطلقت النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل العديد من المحتجين وإصابة العشرات.
وأدانت منظمة العفو الدولية هذه الأحداث واستخدام السلطات “الرصاص الحربي” ضد المتظاهرين السلميين، ودعت إلى تدخل دولي عاجل للتحقيق في الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في سيستان وبلوشستان. وطالبت منظمات حقوقية أخرى بضرورة تسليط الضوء على أوضاع هذه المنطقة وسكانها، الذين يعانون من تهميش اقتصادي وقمع اجتماعي مستمر.
تعكس هذه العمليات التي نفذها شباب الانتفاضة في ذكرى “الجمعة الدامية في خاش” استمرار غضب الشعب الإيراني ضد القمع وتأكيدهم على مطالب الحرية والعدالة، مما يُظهر استعداداً دائماً للنضال في سبيل التغيير.