صوت العراق – محمد حسين المياحي:
لم يتصور خامنئي أبدا بأن خطبته التي ألقاها بمناسبة الذکرى السنوية لوفاة مٶسس النظام الايراني، من شأنها أن تثير غضب الفلسطينيين الى أبعد حد کما عبر عن ذلك بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية وأدانت ماجاء في تلك الخطبة بخصوص القضية الفلسطينية ولاسيما عندما أکد البيان إن الذي يدفع ثمن الحرب الإسرائيلية واستمرارها هو الشعب الفلسطيني، وهو أول المتأثرين بهذه الحرب، التي تستبيح دماءه، والتي أسفرت منذ 7 أكتوبر الماضي، عن ارتقاء أكثر من 36 ألف شهيد، ونحو 83 ألف جريح، وتدمير البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس، وتشريد آلاف المواطنين، وإبادة مئات العائلات.
هذا الغضب جاء بشکل خاص ردا على ماقد قاله خامنئي في خطبته بأن”هذه الحرب خلطت الأوراق في لحظة حساسة كان العدو يسعى فيها إلى تطبيق مخطّط السيطرة على المنطقة، وكانت ضرورية للمنطقة، وإن على الجميع ألا يعقدوا آمالهم على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، وقدتابع بيان الرئاسة وهو يدين کلام خامنئي بشدة، أن ما نريده هو إنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وليس سياسات لا تخدم الأهداف الوطنية الفلسطينية الممثلة بتحرير القدس ومقدساتها، وتدمر الشعب الفلسطيني وتهجره من الأرض التي ناضل من أجل الحفاظ على هويتها جيلا بعد جيل.
ولايبدو إن هذا البيان الرئاسي قد کان من شأنه أن يشفي الغليل الفلسطيني بل وإن محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد وصف تصريحات خامنئي التي قال فيها بأن”عملية طوفان الأقصى أفشلت مخططا لجعل إسرائيل جزءا من المنطقة عبر التطبيع معها” وذلك في تصريحات لقناة “سكاي نيوز”، الثلاثاء الماضي، إن”كلام المرشد الإيراني فارغ والرأي للشعب الفلسطيني فقط وهو صاحب الحق الوحيد الذي يقرر ما هو ضروري أو غير ضروري، وهو الذي يدفع الثمن ويكتوي بالنار، ويقدم الضحايا وهو هو صاحب الحق في أن يقرر” وأضاف غاضبا”الرأي الآن هو رأي الشعب.. لا رأي أيران أو غير إيران، وحتى أي فصيل فلسطيني يخرج عن هذا التوجه الشعبي الذي يرى أن وقف العدوان هو الأولوية، سيخرج من الإطار الفلسطيني إلى أطر أخرى، ونحن ننطلق فقط بإحساسنا بشعبنا، لأن نعيش هذه المعاناة”.
ماجاء في خطبة خامنئي بشأن الاوضاع في فلسطين على أثر حرب السابع من أکتوبر2023، التي شنتها حرکة حماس ونجم عنها قتل الالاف من الفلسطينيين وحدوث دمار هائل ليس من السهل تعويضه بسهولة، هو في الحقيقة کلام منمق وفارغ من أساسه ولايزيد الطين الفلسطيني إلا بلة!