استبعاد حسن روحاني وهشاشة نظام الملالي
إن استبعاد الرئيس السابق لنظام الملالي حسن روحاني، من المشاركة في ما يسمى بانتخابات مجلس خبراء القيادة من قبل مجلس صيانة الدستور هو علامة أخرى على الوضع المهتز للغاية لنظام الملالي في مواجهة الأزمات الدولية والمحلية المستعصية. ومن أجل حماية نظامه من عاصفة غضب الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، لا خيار أمام خامنئي سوى الخضوع لعملية جراحية مستمرة على جسد نظامه والمزيد من الانكماش الذي سيؤدي حتما إلى إسقاطه.
في التسلسل الهرمي للنظام، شغل روحاني دائما أعلى المناصب في النظام على مدى السنوات ال 40 الماضية. يتضمن سجل جرائمه العضوية خمس فترات في برلمان نظام الملالي ، وثلاث مرات (24 عاما) من العضوية في مجلس الخبراء ، والعمل 16 عاما كأمين لمجلس الأمن الأعلى للنظام ، وأخيرا الجلوس (8) سنوات على كرسي رئاسة نظام ولاية الفقيه.
تجعل سوابقه الفريدة استبعاده أكثر أهمية من استبعاد رئيس البرلمان السابق للنظام علي لاريجاني في الانتخابات السابقة. إلى جانب ذلك، كان روحاني يتزلف خامنئي من خلال تملقه بقدر ما يستطيع، وكان يروج لمهزلة انتخابات مارس، لكن رغم كل هذا الخنوع والاستسلام، رفض مجلس صيانة الدستور المؤتمر بإمرة خامنئي أهليته في الترشح لمجلس الخبراء الرجعي.
قد يتساءل أي شخص ينظر إلى هذا المشهد من بعيد لماذا يقوم خامنئي بإزاحة الرئيس السابق لنظامه من الانتخابات. بالإضافة إلى ذلك، قد يعتقد البعض أن وجود حسن روحاني في مجلس الخبراء، الذي أتباع خامنئي الخانعون وزبانيته، لا يشكل تهديدا لخامنئي.
الجواب يكمن في أن خامنئي يرى خطر انهيار نظامه جراء عاصفة تلوح بوادرها في أفق التطورات في إيران، بعد ما لمس العواصف الخطيرة في انتفاضات 2017 إلى 2019 و 2022 وهذا الخطر هو خطر انتفاضة الشعب الإيراني وخطر مجاهدي خلق، أي القوة العاملة بالفعل على إسقاطه وهي منظمة صاحبة عناصر تنظم في الداخل صرخات الغضب الجماهيري وتوجهها نحو إسقاط النظام. ومن أجل مواجهة هذا الخطر، ليس أمام خامنئي خيار سوى إغلاق كل الثغرات الفعلية والمحتملة لنظامه من الآن قبل تحولها إلى انهيار تام في ظروف خطيرة، ولذلك يقبل اضطرارا فتور و خواء الانتخابات.
وإذا نظرنا من هذا المنظر إلى سياسات خامنئي وأفعاله في الأشهر القليلة الماضية، من إثارة الحرب في فلسطين واستمرار الاعتداءات وإطلاق الصواريخ على العراق وسوريا وتحريك الأذناب في اليمن والبحر الأحمر، والزيادة الجنونية لعمليات الإعدام في الداخل، و صناعة الأفلام المستمرة ضد منظمة مجاهدي خلق، و… والتي تبدو للوهلة الأولى، هذه التصرفات غير عقلانية ومنطقية، ولكن عندما نضع قطع البازل معا، يصبح واضحا أن هناك منطق وحاجة ملحة في تلك التصرفات.
شخصية حكومية حذرت من ذلك مسبقا، مؤكدة أن المواطنين لا يفرقون بين روحاني وخامنئي وعصابات النظام الأخرى عندما تندلع الثورة لإسقاط النظام.
وقال شهاب طباطبائي، أحد عناصر نظام الملالي: “إذا لا سمح الله، يحدث شيء ما في هذا البلد، فهناك ستة أعمدة إنارة بين سيد محمد خاتمي وسيد أحمد خاتمي” (وكالة أنباء إيرنا، شهاب طباطبايي – الأول من يناير ). وقصده هو أن الشعب يقوم بإعدام جميع رؤساء النظام السابقين والحاليين من محمد خاتمي، رئيس العصابة المهزومة، إلى إمام الجمعة في طهران، الملا أحمد خاتمي، ويعلقونهم على أعمدة الإنارة في طهران.